سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دبلوماسى روسى: العلاقات «الروسية - المصرية» تشهد تطوراً غير مسبوق.. ونريد إعادة مصر ك«قوة إقليمية كبيرة» «ماتوزوف»: ندرك جيداً أن خروج القاهرة من حالة عدم الاستقرار يسهم فى حل كثير من القضايا مثل الأزمة السورية
رأى «فيتشسلاف ماتوزوف»، الدبلوماسى الروسى السابق والخبير فى شئون الشرق الأوسط، أن العلاقات الروسية المصرية تشهد تطورا كبيرا هذه الفترة لم تشهده منذ عقود، وأن الوفد الروسى القادم إلى مصر يعكس الاهتمام الروسى الكبير بمصر. ولفت «ماتوزوف»، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن روسيا تريد إعادة مصر إلى محيطها العربى كقوة إقليمية كبيرة تسهم فى وضع الحلول الحاسمة للقضايا العربية مثل النزاع فى سوريا، مؤكدا أنّ التقارب الروسى المصرى سيثير قلق بعض الدول لكن على مصر وروسيا ألا ينشغلا بهذا، وإلى نص الحوار. ■ فى البداية كيف ننظر إلى التقارب المصرى الروسى الأخير؟ - الحقيقة أنه منذ عشرات السنين والعلاقات بين روسيا، الدولة الكبرى، ومصر، القوة الكبيرة فى الشرق الأوسط، علاقات دبلوماسية عادية، لا يمكن حتى وصفها بأنها علاقات صداقة بين الدولتين، لكن تغير المناخ فى الشرق الأوسط، ومجىء وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين لزيارة مصر دليل على تطور جديد فى العلاقات الروسية الأمريكية وتغير فى مزاج السياسة الروسية المصرية. ■ هل تعتقد أن هذا الوفد يعبر عن الاهتمام الروسى بمصر؟ - بالفعل الوفد كبير المستوى، فأن يأتى وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان إلى مصر إن دل على شىء فإنما يدل على الاهتمام الروسى الكبير بمصر، ورغبة روسيا فى أن تعود مصر إلى دورها الإقليمى كقوة إقليمية كبرى فى منطقة الشرق الأوسط تسهم فى حل كثير من المشكلات والأزمات الموجودة على ساحة الشرق الأوسط. ■ إذن ما الخطوط التى يسير وفقاً لها هذا التطور؟ - نعم، إنّ روسيا تتحرك مع مصر فى إطار المصالح الاقتصادية والتنافس الاقتصادى وليس من منطلق الصراع مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفى ذات الوقت هى تحترم الشأن الداخلى المصرى ولا يهمها أن تتدخل فيه، وإنما يهمها علاقات الاحترام المتبادل. وأؤكد هنا أن العلاقات مع مصر ليست مبنية على العواطف وإنما على أساس المصالح الاستراتيجية. ■ هل هذا قد يؤدى إلى تغير موازين القوى فى الشرق الأوسط؟ - بلا شك، لكن علينا أن نعرف هنا أن هدف روسيا ليس إبعاد مصر عن حلفائها الغربيين، وإنما هى تريد أن تضع مصر وتطورها كقوة على الصعيد الدولى وحتى تظهر بهذا أمام الدول الغربية، تظهر مصر كقوة مؤثرة أمام الغرب؛ لأن مصر دورها حاسم فى تحديد مستقبل كل الدول العربية. وعودة مصر إلى دورها القوى، ما من شك ستسهم كثيرا فى حل الأزمة فى سوريا وهو ما تدركه روسيا جيداً. ■ ألا ترى أن هذا التقارب قد يثير قلق الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ - أنا لا أعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قلقة من التقارب الروسى المصرى؛ هى تعلم جيداً أن تحركات روسيا فى إطار التنافس الاقتصادى على سبيل المثال فى مجالات مثل القمح والسلاح، هو تنافس اقتصادى وليس تحديا سياسيا، هم يتنافسون حول من يمكنه الاستفادة اقتصاديا أكثر وليس وفق أسس الحرب الباردة التى كانت من قبل. وألفت هنا إلى أن روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية شركاء فى القضايا الدولية وليسوا أعداء فى هذا. ■ وبالنسبة لإسرائيل ألا يثير التقارب المصرى الروسى قلقها أيضاً؟ - ما من شك أن إسرائيل تقلق من التقارب الروسى المصرى، لكن هنا أقول إنه ليس من الضرورى لمصر أو روسيا أو الاثنتين معا أن ينشغلا بقلق إسرائيل أو غيرها من الدول؛ القلق موجود وطبيعى وهذا لأن مصر وروسيا تملكان نفس الرؤية بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهما يريدان حلا عادلا للقضية الفلسطينية وفق قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن التى لم ينفذ أى قرار منها، وبصفة عامة هى علاقات تسير وفق القانون الدولى واحترام قواعده. ومن يقلق من هذه العلاقات فإما أنه يخشى الالتزام بالقانون الدولى أو أنه يريد قطع الطريق أمام العلاقات الروسية مع العالم العربى. ■ فى رأيك ما الذى يعود على مصر الآن من تطور علاقتها مع روسيا؟ - هناك مصالح كثيرة بالنسبة لمصر تستفيد بها من تطور علاقاتها مع روسيا منها مثلا تجارة القمح والسلاح، ومن المعروف أن الشروط التجارية الموضوعة على استيراد مصر للقمح الروسى تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين البلدين، وقد عرضت روسيا إعطاء مصر قروضاً تمكنها من شراء القمح الروسى. ■ وماذا عن السلاح؟ - تطور العلاقات المصرية مع روسيا يمكن مصر من شراء الأسلحة والبضائع العسكرية التى تسهم فى حماية الأمن القومى المصرى. ووجود مصدر ثانٍ للسلاح أمام مصر يعطيها إمكانية فى تنويع مصادر الأسلحة واختيار الأفضل. ■ هل هناك مجالات أخرى تستفيد بها مصر من علاقتها مع روسيا؟ - نعم، هناك مجال التكنولوجيا؛ فروسيا من الممكن أن تساعد مصر فى بناء المحطات الكهربائية وتطويرها، وروسيا من الممكن أن تشارك فى تطوير الصناعة المصرية، وتسهم فى استخراج البترول. التحول الاستراتيجى التقارب الروسى المصرى ليس تحولاً فى العلاقات الثنائية فقط بين بلدين؛ وإنما يعنى تحولاً فى كل أوضاع منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى. الدبلوماسية الروسية أحد أهدافها هذه الفترة هو إخراج مصر من حالة عدم الاستقرار وإعادتها كقوة إقليمية كبرى.