تجددت الاحتجاجات في مدينة برازجان في محافظة بوشهر الإيرانية، ضد شح مياه الشرب في منطقتهم، وكانت الاحتجاجات ضد شح مياه الشرب انطلقت الأسبوع الماضي من الأحواز، واعتقلت السلطات خلالها العشرات من المتظاهرين. كما تعرض مئتا مواطن من الأحواز إلى التسمم بسبب المياه الملوثة، التي تم ضخها عبر أنابيب شبكة المياه الحكومية، ما أدى إلى وقوع 150 حالة تسمم في مدينة الرفيع و50 حالة في مدينة الحويزة أغلبها. من جانبها اعترفت السلطات الإيرانية، عبر تصريح رئيس المركز الصحي شكرالله سلمان زاده، بتسمم العشرات من أهالي مدينتي الرفيع والحويزة بسبب المياه الملوثة. وأضاف سلمان زاده في تصريحه، أن وقوع حالات التسمم في هذه المدن كان بسبب وجود بكتيريا "شيغيلية الزحارية" في المياه. وتعاني المدن الأحوازية في هذه الفترة من الجفاف الحاد، خاصة المدن الغربية في الأحواز المحتلة، بسبب نقل مياه الأنهر الأحوازية إلى العمق الفارسي عبر الأنفاق والسدود العملاقة التي أنشآها الاحتلال طيلة وجوده على أرض الأحواز العربية. ويقول عيسى الفاخر، عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إن المشكلة ليست في بنية النظام الحاكم فقط وإنما في بنية العقلية "الفارسية" التي تنطلق من نظرة استعلائية، كذلك الإيرانيين لم يستطيعوا نسيان الفتوحات الإسلامية بل حتى الحروب التي سبقتها بين العرب والإيرانيين مثل معركة ذيقار. وأضاف الفاخر، ل"الوطن": "من هذا الباب كل المناهج التعليمية تدرس الحقد والكراهية للعرب مما أصبح المواطن الأحوازي ضحية للعنصرية الفارسية وتُمارس ضده أبشع أنواع التمييز العنصري، ناهيك عن احتلال أرضه التي تعتبر جريمة حيث كانت بداية لارتكاب الجرائم ضد الأحوازيين، فمنذ بداية الاحتلال والنظام الحاكم ينفذ الخطة تلو الأخرى ضد الأحوازيين إلا أن سياسة قطع المياه اتضحت في الآونة الأخيرة". وتابع: "في البداية تم بناء عشرات السدود على الأنهار الأحوازية التي كانت ذات يوم تعادل أنهر النيل ودجلة والفرات وكانت البواخر ترسو بها مثل نهر دجيل (كارون) في بداية بناء السدود احتج المواطنون حول قضية المياه إلا أن النظام الإيراني، ادعى أن بناء السدود من أجل توليد الطاقة الكهربائية لتزويد المواطنين بها ولكن بعد كشف حفر أنفاق كبيرة لنقل المياه منها إلى المناطق الفارسية مثل قم وكرمان وأصفهان ويزد، انخفضت نسبة المياه التي تتواجد خلف السدود". وأوضح عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن الأحواز تعاني الآن من الجفاف والتصحر بسبب سياسة سرقة المياه، ما جعل الأحوازيون أن ينتفضوا ضد النظام قي انتفاضة أطلق عليها انتفاضة (العطش)، واجهها الاحتلال بالسلاح واستشهد فيها 4 مواطنين في مدينة المحمرة وجرح العشرات واعتقل العشرات. وعن مصادر المياه في الأحواز بيّن: "تصل المياه إلى الأحواز من جبال زاغرس ولكن نظام الملالي يخالف قانون الطبيعة وعمل على تغيير مجرى الأنهار من أجل إجبار الأحوازيين على الهجرة وترك أرضهم ليتملكها أشخاص يريد أن يوطنهم فيها".