أقل من مائتى يوم فصلت بين تولى محمد يوسف، مدافع الأهلى ومنتخب مصر السابق، المسئولية الفنية للفريق الكروى الأول للنادى الأهلى خلفاً لحسام البدرى، وبين قيادته الفريق الأحمر للفوز بلقب دورى أبطال أفريقيا. قصة صعود لم تكن سهلة، خاصة أن «يوسف» حديث عهد بالإدارة الفنية. محمد يوسف، المولود فى التاسع من أكتوبر 1970، هو أحد أبناء الأهلى الأوفياء؛ حيث لعب للأهلى فى مركزى قلب الدفاع والظهير الأيسر خلال الفترة من 1992-1993 حتى 1998-1999، وحقق خلال فترة وجوده فى الأهلى 12 لقباً، ستة ألقاب فى بطولة الدورى العام، وبطولتان للسوبر العربى وبطولة واحدة لكأس مصر وبطولة واحدة فى أفريقيا، أبطال الكأس، وبطولة واحدة لكأس العرب وبطولة أخرى لدورى أبطال العرب، وتم تتويجه مع المنتخب المصرى الأول ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1998. انتقل «يوسف» إلى محطة جديدة فى تاريخه كلاعب حينما انتقل إلى دينزل سبور التركى ولعب معه موسمين، سجل خلال الموسم الأول ستة أهداف، ثم سجل ثلاثة أهداف فى الموسم التالى، ثم قرر العودة إلى مصر من بوابة الفريق البترولى إنبى الذى لعب معه فى موسمى 2002-2003 و2003-2004 ثم قرر تعليق حذائه والاعتزال. ول«يوسف» تاريخ طويل مع المنتخب الوطنى الأول؛ حيث ارتدى قميص الفراعنة فى 51 مباراة دولية بينها 3 مباريات فى كأس القارات و3 مباريات أخرى فى تصفيات كأس العالم 1998 ومباراتان فى تصفيات كأس العالم 2002، كما شارك فى مباريات نسختين لبطولة كأس الأمم الأفريقية. جاء تولى «يوسف» لزمام القيادة الفنية فى الأهلى فى وقت عصيب بعدما قرر المدير الفنى السابق حسام البدرى الرحيل عن الأهلى صوب أهلى طرابلس الليبى، بعد تأكيدات منه على صعوبة الأجواء الكروية فى مصر فى ظل الأحداث السياسية الساخنة التى أثرت تأثيراً مباشراً على النشاط الرياضى فى مصر وأدت إلى إلغاء الدورى وغياب الرؤية الواضحة للمستقبل القريب للرياضة المصرية، كما قال صراحة إن كافة الظروف المحيطة به كمدير فنى للأهلى تدفعه للاعتراف بأن مهمة حفاظ الأهلى على اللقب الأفريقى صعبة للغاية. وعقب رحيل «البدرى»، وفى ظل صعوبة التعاقد مع مدير فنى أجنبى، ألقت إدارة الأهلى بثقل مسئولية تدريب أكبر الفرق الكروية فى مصر والقارة الأفريقية على «يوسف»، ثقة منها فى كفاءته وقربه من اللاعبين ومعرفته بكل صغيرة وكبيرة داخل الفريق، وخلال فترة وجيزة اتضحت بصمة «يوسف» على الفريق الذى نهض بقوة من جديد واستعاد منحنى الأداء التصاعدى فى دورى أبطال أفريقيا حتى تُوج بطلاً للقارة السمراء وحملت رقبته الذهب وكُتب اسمه بين أفضل مدربى أفريقيا طوال تاريخها.