ضبط عصابة سيدات تستأجر الأطفال للتسول ب«يومية» 100 جنيه لأسرهم

استغلال الأطفال فى التسول بالشوارع، لم يعد مشهداً غريباً، لكن الغريب هو اكتشاف أنهم مؤجرون من أسرهم، وليسوا مخطوفين كما جرت العادة فى هذه الحالات.
الأجهزة الأمنية بالسويس كشفت وقائع استغلال أطفال بين عامين و12 عاماً فى التسول، عبر تأجيرهم من أسرهم مقابل 100 جنيه يومياً، ما تسبب فى إصابة بعضهم بأمراض الهزال والنزلات الشعبية، نتيجة وجودهم بالشارع لساعات طويلة، فضلاً عن تعرض حياتهم لخطر الموت تحت عجلات السيارات.
حملات إدارة مباحث الأحداث أسفرت عن ضبط 12 متسولة و23 طفلاً وطفلة، وكشفت تحقيقات النيابة مع «المتسولات» أن الأطفال لا تربطهم صلة قرابة، واعترفن بأنهن قمن بتأجيرهم من أسرهم، مقابل 100 جنيه فى اليوم للطفل.
مديرية التضامن الاجتماعى بالسويس بدورها، كانت قد تلقت تقارير تفيد بتزايد أعداد الأطفال الذين يتم استغلالهم فى التسول، ما دفعها لمخاطبة قسم الأحداث بمديرية الأمن لاتخاذ اللازم. وعرضت توفير مقر إقامة لهم ورعايتهم لإنقاذهم من التشرد، وأصدرت النيابة أوامر ضبط وإحضار بحق أهالى عدد من الأطفال الذين تم التوصل إلى هوياتهم، والتحقيق معهم بشأن تأجير أبنائهم للمتسولات مقابل مبالغ مالية.
مصدر طبى: مصابون بإعياء شديد وهزال ونزلات شعبية
«س. ع»، إحدى المتهمات بالتسول، من الشرقية، قالت للنيابة إنها جاءت إلى السويس حتى لا يتعرف عليها أحد، بعد أن ضاق بها الحال، وعجزت عن توفير الطعام لأبنائها الأربعة منذ تركها زوجها، فلجأت إلى التسول للإنفاق على أبنائها. وأضافت أنها استغلت احتياج إحدى جاراتها للمال، وطلبت منها تأجير طفلها الصغير «6 سنوات» ليعمل فى التسول، وذكرت التحقيقات أنها تعود إلى أسرتها كل 10 أيام، بعد دفع إيجار الطفل لوالدته، وتقضى يومين فى الشرقية، ثم تعود مجدداً إلى السويس لاستئناف نشاطها.
الحالة الصحية للأطفال المضبوطين بالتسول، قال عنها مصدر طبى بالسويس إنه تم إجراء 15 كشفاً طبياً، وتبين أن معظمهم يعانى من إعياء شديد وهزال نتيجة التعرض للشمس فترات طويلة، فضلاً عن أمراض بالمعدة ونزلات شعبية حادة، مشيراً إلى أنه تم علاجهم وتسليمهم لمديرية التضامن، التى أودعتهم دار رعاية.