تحول أطفال الشوارع في السويس من مجرد متسولين الى أبطال فى المشهد السياسى من مسلسل التظاهرات والاحتجاجات الذي تشهده شوارع السويس بشكل يومي حيث يستخدم الأطفال والمتسولين والمرضى النفسيين كدروع بشرية لرجال الامن والشرطة بالسويس فى أعمال الشغب او كمأجورين للبعض الاخر من الداعين لحرق البلاد حتى أصبح المتسولين والمرضى النفسيين واطفال الشوارع هم الجواد الرابح فى التظاهرات واعمال الشغب حيث كشفت العديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية استغلال المتسولين واطفال الشوارع فى محافظة السويس كدروع بشرية فى مواجهة المتظاهرين من قبل رجال الامن وبعض الداعيين لحرق البلاد وهو ما يعد شكلاً جديداً من إبداع الداخلية والبلطجية فى الاتجار بالأطفال واستغلالهم فى المشهد السياسى
والغريب هو تزايد أعدادهم بشكل كبير وملحوظ فى شوارع السويس فلا يكاد يخلو أى بيت أو مؤسسة أو شارع فى المحافظة إلا وتجد متسولا من اطفال الشوارع يطوف حولها جيئة وذهاباً يستجدي عاطفتك ببراعة لا توصف ليستدر ما في جيوبك بمنظرٍ مزري وفى التظاهرات يتخذون الصفوف الأمامية فى مشهد عجيب ...
اما فى الأيام المعتادة فتجدهم بملابس مزرية فى شوارع المحافظة لطلب الأموال وتستمع إلى روايات مختلفة منهم إما للعلاج أو للأكل أو النصب ويستوقفك أحدهم ويطلب منك الأموال بحجة العودة إلى ديارهم وأن أمواله فقدت بطريق ما
وتغير الحال بعد قيام ثورة 25 يناير حيث أصبح لأطفال الشوارع والمتسولين دور آخر غير المشاركة فى المشهد السياسى وهو استغلال بعض تجار المخدرات لهم فى توزيع المخدرات واتخذوا من المنطقة الصناعية فى الورش مركزا أساسيا لهم
وفى إحدى الورش بأول طريق المنطقة الصناعية الجديدة على طريق السويس الإسماعلية مقرا لهم وتجد العشرات منهم يوميا يتجمعون أمام إحدى الورش تمهيدا لتوزيع المناطق عليهم
وفي زاوية أخرى في أحد شوارع السويس أمام شارع شميس التجارى تجلس إحدى النساء مع فتاة في عمر الشباب، اعتادت على الظهور بنفس المكان لتفترش الأرض لبيع المناديل الورقية وبسؤال التجار وأصحاب المحلات عن هذه المرأه المنتقبة وابنتها التى تعد فى عمر الشباب أكد الكثير منهم أنها تتخذ من المناديل ستارا لترويج المخدرات وبالأخص " البرشام " وكثير ما تجدها بمفردها حيث إنها تقوم بإرسال ابنتها إما لجلب البضاعة "البرشام " أو لبيع جسدها مقابل المال وهذا تحت إشراف الأم وهكذا يتحول التسول إلى تجارة مخدرات وبيع الجسد مقابل المال
وتقول إحدى المتسولات بالمنطقة الصناعية في عقدها الثاني ، إنها تمتهن هذه المهنة كي تسد رمقها من الجوع، وتقوم بفعل اى شىء مقابل المال وهي لا تهتم بأسرتها فجميع أفرادها متسولون مثلها ، ولا تهتم بالعودة إلى المنزل ، لأنه عبارة عن كومة قش تحوي داخلها ثمانية أفراد، فالنوم خارجها مع أي شخص لا يشكل لها أي عائق ولا يشكل لدى أسرتها أي اهتمام، المطلوب منها ألا تحمل بجنين أو تخلف سفاحا بالحرام.. ما دون ذلك تفعل ما تشاء كما تقول.
وتشير الأخرى إلى أنها تواجه العديد من الإغراءات في اليوم الواحد ومن أشخاص في مستويات اجتماعية مختلفة.. وتظل طوال اليوم في هم اختيار مع من تذهب اليوم، حيث تكثر أرقام الهواتف على تليفونها الذى تحمله فى يدها من الصباح وحتى الظهيرة حيث تبدأ باختيار الشخص الذي تريد الذهاب معه.. وهكذا
اما احدى الاطفال تقول انها لا تعلم شيء عن والدها وتقوم والدتها بإرسالها لبيع المناديل او لإيصال بعض البضائع او لقذف الحجارة والطوب أثناء التظاهرات وتقيم بالمنطقة الصناعية بطريق السويس – القاهرة
والثالث يقول ان قوات الشرطة ألقت القبض علية وقت التظاهرات حيث انه يعيش فى احد "العشش" بجوار ديوان عام محافظة السويس وكان رجال الأمن يمسكون به أثناء التظاهر وكانا أحياننا يجبرونه على قذف الحجارة على المتظاهرين ولم يستطع الهروب لوجد جبال من الاسلاك الشائكة أمامه ورجال الامنة من خلفه
وعن التسول تقول إحداهن وهى امرأه كبيرة فى السن أن التسول أنواع وأماكن وليس كما يعتقد البعض أنها مجرد " شحاته " فهناك التسول المباشر وهو تواجد المتسولين حول الأماكن العامة والمدارس ودور العبادة والمستشفيات والأسواق والتسول عن طريق استغلال الأطفال صغار السن أو التسول عن طريق المعاقين أو التسول قرب دور العبادة والمستشفيات بطلب المساعدة لعلاج مريض أو إعانة أسر أو سفر
أما عن أنواع التسول فتقول إن هناك التسول عن طريق طلب الاحسان المباشر أو التسول بالمستندات أو التسول بتلاوة القرآن والمدائح والقصائد أو التسول بسرد ظرف طارئ أو التسول باستدرار العطف أو التسول بأساليب أخرى مثل مسح زجاج السيارات أو الإمساك بالملابس
وعن أسباب التسول تقول إنها تتنوع ما بين الكوارث الطبيعية أو البطالة أو الأمراض المزمنة أو الهجرة الوافدة من المحافظات المجاورة للسويس لضيق الرزق فى محافظاتهم وانتشار ظاهرة الفقر .