تحول أطفال الشوارع في السويس من مجرد متسولين إلى متظاهرين مأجورين، صورة من مسلسل التظاهرات والاحتجاجات الذي تشهده شوارع السويس بشكل يومي؛ حيث يستخدم الأطفال والمتسولين والمرضى النفسيين كدروع بشرية لرجال الأمن والشرطة. كشفت العديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية استغلال رجال الأمن للمتسولين وأطفال الشوارع فى محافظة السويس كدروع بشرية لمواجهة المتظاهرين، وهو ما يعد شكلاً جديدًا لاستغلال الأطفال فى المشهد السياسى. فبعد استغلال بعض تجار المخدرات لهم فى توزيع المخدرات، اتخذوا من المنطقة الصناعية فى الورش مركزًا لهم، وتجد العشرات منهم يوميا يتجمعون أمام إحدى الورش تمهيدا لتوزيع المناطق عليهم. وأمام شارع شميس التجارى تجلس إحدى النساء مع فتاة في عمر الشباب، اعتادت على الظهور بنفس المكان لتفترش الأرض لبيع المناديل الورقية، وبسؤال التجار وأصحاب المحلات عن هذه المرأة وابنتها التى تعد فى عمر الشباب، أكد الكثير منهم أنها تتخذ من المناديل ستارًا لترويج المخدرات، وكثيرًا ما تجدها بمفردها، حيث ترسل ابنتها إما لجلب البضاعة أو لبيع جسدها مقابل المال. وتقول إحدى المتسولات بالمنطقة الصناعية في عقدها الثاني، إنها تمتهن هذه المهنة كي تسد رمقها، وتقوم بفعل أى شىء مقابل المال، وهي لا تهتم بأسرتها؛ فجميع أفرادها متسولون مثلها، ولا تهتم بالعودة إلى المنزل، لأنه عبارة عن كومة قش تحوي داخلها ثمانية أفراد، وتشير أخرى إلى أنها تواجه العديد من الإغراءات في اليوم الواحد ومن أشخاص في مستويات اجتماعية مختلفة. ويقول آخر: إن قوات الشرطة ألقت القبض عليه وقت التظاهرات؛ لأنه يعيش فى عشة بجوار ديوان عام محافظة السويس، وكانوا أحيانا يجبرونه على قذف الحجارة على المتظاهرين، ولم يستطع الهروب لوجود الأسلاك الشائكة أمامه ورجال الأمن من خلفه. أما عن أنواع التسول فتقول إحداهن: إن هناك التسول عن طريق طلب الإحسان المباشر أو بالمستندات أو بتلاوة القرآن والمدائح والقصائد أو بسرد ظرف طارئ أو باستدرار العطف أو مسح زجاج السيارات. وعن أسباب التسول تقول: إنها تتنوع ما بين الكوارث الطبيعية أو البطالة أو الأمراض المزمنة أو الهجرة الوافدة من المحافظات المجاورة للسويس لضيق الرزق فى محافظاتهم وانتشار الفقر.