"خطأ التحويلة"، ذاك السبب المتكرر في حوادث القطارات في مصر منذ سنوات، يضرب جرس الإنذار للهيئة العامة للسكك الحديدية لإيجاد حل جذري حتى لا تكرر هذه الكارثة، وما بين خطأ بشري وضعف في الآلات وتهالك البنية التحتية، ووعود بخطط للإحلال والتجديد، يبقى القطار "العمود الفقري" لنقل الركاب في الدولة. ويقول أشرف ممتاز محمد، مفتش قطارات بالهيئة القومية لسكك حديد مصر، إن تهالك البينة الأساسية وضعف العامل التكنولوجي هو السبب الرئيسي لحوادث القطارات، مضيفا أن عدم انضباط العامل البشري من الأسباب المساهمة أيضا. وكان مصدر أمني قال في تصريح خاص ل"الوطن" إن انقلاب عربات من القطار الإسباني رقم "986" القادم من القاهرة باتجاه محافظة قنا، في محطة "المرازيق" بمدينة البدرشين في محافظة الجيزة، جاء بسبب خطأ في التحويلة. وهذه ليست المرة الأولى يتسبب فيها "خطأ التحويل" في حوادث، حيث إن التقرير الفني لحادث قطاري البحيرة الواقع في مارس الماضي، أرجع السبب ل"خطأ التحويلة" أيضا، كما أن حادث قطاري الإسكندرية الواقع في شهر أغسطس من العام الماضي، وقع لنفس الأسباب بحسب التقرير الفني المنشور آنذاك، أيضا حادث تصادم قطاري إمبابة في يوليو عام 2012، وقطاري الفيوم في نوفمبر 2012 كان لنفس السبب. ذلك فضلا عن حادث انقلاب عربات من مترو المرج لنفس السبب. ورفض ممتاز في تصريحاته ل"الوطن" اعتبار حادث قطار البدرشين من الحوادث المتكررة، قائلا: إن نسبة الحوادث لا تتجاوز النصف في المئة من حركة القطارات في مصر، كما أن الحوادث "شيء وارد" بل ما يحدث هو أقل بكثير مما كنا نواجه في السابق. وأكد أن التقصير الأكبر هو في تهالك البنية الأساسية، مشيرا إلى أن الهيئة تهتم بعمليات الإحلال والتجديد ولكن بشكل مجدول نظرا للوضع المالي بالهيئة. وكان وزير النقل قال في تصريحات صحفية، إن الوزارة انتهت من إعداد خطة عاجلة وشاملة لتطوير مرفق السكة الحديد بتكلفة 56 مليار جنيه حتى عام 2022، وتشمل تحديث كهربة إشارات خطوط السكة الحديد بتكلفة 12.4 مليار جنيه، وإجراء أعمال تجديدات وصيانة السكة الحديدية، ومن المستهدف التجديد الشامل ل1200 كم سكة بتكلفة إجمالية 6 مليارات جنيه، كما سيتم تحديث وحدة التحكم المركزي ونظم الاتصالات. ويقول حمدي برغوث خبير النقل الدولى واللوجيستيات، إن الكارثة الواقعة في البدرشين اليوم تحتاج إلى "خطة قومية" محددة التكاليف تشارك فيها كل الوزارات المعنية وليست وزارة النقل فقط، مؤكدا أن هيئة السكك الحديدية "منهارة" فليس هناك قطارا واحدة مجهزا بنسبة 100% كما أن الورش وقطع الغيار يحتاجون إلى إحلال وصيانة. واستبعد برغوث في تصريحاته ل"الوطن" أن يكون الحادث بسبب "خطأ التحويلة" لكنه أكد أن المرفق متهالك وأن الحادث ناتج عن إهمال جسيم في الهيئة، وذلك رغم ضعف نسبة حوادث القطارات في مصر فنحن دولة تشهد 1500 رحلة يوميا فالحوادث واردة إلا أن دائما هناك بعدا إنسانيا. وكان وزير النقل قال في 11 يوليو الجاري في تصريحاته أما مجلس النواب، إن لن يكون هناك زيادة في أسعار تذاكر السكك الحديدية إلا بعد تحسين الخدمات المقدمة في هذا المرفق، مشيرا إلى أن في 2019 سنجد سكك حديد مختلف. ويرى الدكتور أسامة عقيل، خبير النقل، أن المرفق السكك الحديدية "منهار تماما"، ما يجعل أي عملية إصلاح "بلا جدوى"، مؤكدا أن الهيئة العامة للسكك الحديدية تحتاج إلى سبل جديدة لإنهاء تلك الحوادث المتكررة. ويعتمد نحو 1.4 مليون مواطن يوميا على "السكك الحديدة" في تنقلاتهم التي تعد من أكبر المؤسسات الاقتصادية في مصر والعالم العربي، والأكبر في مجال خدمات النقل "الركاب و البضائع" بل والعمود الفقري لنقل الركاب في مصر، حسب الموقع الرسمي للهيئة. وكانت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أعلنت سقوط ثلاث عربات من قطار "986 مكيف القاهرة- قنا" في حوش محطة "المرازيق" خط "القاهرة - السد العالي". ووجه المهندس سيد سالم، رئيس الهيئة، بانتقال أدوات الرفع والأوناش وفرق الصيانة إلى مكان الحادث.
