لا ناقة له ولا جمل فيما حوله، جاء لحاجة فى نفس يعقوب لا يعلمها إلا صاحبها، بين صفوف المتظاهرين أمام بوابة دخول المحاكمة وقف خالد شحاتة، فى زى متواضع للغاية، يستقبل الشخصيات الكبيرة الداخلة إلى مقر المحاكمة، ممسكاً فى يده «مبخرة» بداخلها فحم مشتعل وكيس يحتوى على كمية من البخور الأحمر: «ما ليش دعوة باللى بيحصل.. أنا جاى أسترزق». «أهم حاجة رزق العيال»، قالها الرجل الصعيدى رداً على سؤال أحد الموجودين حول تبعيته السياسية، موضحاً: «يا عم ربنا اللى بينفع لا مرسى ولا السيسى».. وجود حامل البخور تصادف مع حضور د. محمد سليم العوا، أثناء دخوله قاعة الأكاديمية، هم الرجل ليبخر سيارته، لكنه فشل، فعاد مبتسماً: «مالوش فى الطيب نصيب.. كنت عايز أبخره». «خالد» لديه ولد وبنت يحمل عبء مسئولتيهما على كتفيه، «معايا بنت عروسة عايز أجهزها.. لكن منين، الإيد قصيرة والحال تعبان».. قالها بلهجته الصعيدية متأثراً بضيق رزقه وهو مغترب ويقيم بصحبة أسرته فى عزبة الهجانة، يبتعد الرجل عن التصنيف السياسى، ملقياً بنفسه فى حلف «الغلابة»: «الغلبانين بس هما اللى بيحسوا ببعض»، مضيفاً أن ما حدث لمبارك ومرسى «دعوات المظلومين من الشعب»، قائلاً: «المسئول الصح هو اللى يسمع للغلبان اللى ما حدش شايفه لأن هو صوت الحق»، ابن محافظة المنيا لم يذهب طوال حياته إلى طابور انتخابات، بينما حجز لنفسه مكاناً بين صفوف الأشقياء، حسب كلامه، متحدثاً عن الانتخابات بأنواعها ومشاركته فيها، يؤكد الرجل الأربعينى: «عمرى ما انتخبت ولا هانتخب حد فى حياتى».