تجددت الاشتباكات بين عائلتى الشعايبة والعواشير بمدينة البدارى، بمحافظة أسيوط، أمس، على خلفية الخلافات الثأرية بين العائلتين والتى أسفرت، حتى الآن عن مقتل 10 أشخاص. وتبادل أفراد العائلتين إطلاق الأعيرة النارية، ما نتج عنه إصابة سيارة «ميكروباص»، قيادة سعيد عدلى، لطلقات نارية أثناء مرورها بالطريق الزراعى الشرقى. «الوطن» زارت مدينة البدارى، ودخلت الشارع الذى تسكنه العائلتان، حيث لا يخلو منزل من نحيب بين النساء، فيما رفع الرجال السلاح الآلى وال«جرينوف»، وانتزع أحدهم حقيبة مراسلة «الوطن» وأخرج منها الكاميرا، وقال: «قولى للمركز: حسن همام أخذ منى الكاميرا»، وأضاف: «لولا إنك واحدة ست، كنا صفيناكى دلوقت». توجهنا إلى مركز الشرطة، حيث تصطف أمامه مدرعات وقوات تحيط به، ووجه بعض أفراد الأمن لمراسلى «الوطن» اللوم لذهابهم لمنازل العائلتين، وأكدوا قيامهم بحملات متعددة على منازل العائلتين وضبط عدد من الأسلحة لديهم، لكن الثأر عادة متأصلة فى الصعيد، وحسب مصدر أمنى، فإن البدارى بها أكثر من 100 ألف قطعة سلاح، أغلبها حديث. يقول أحد أبناء البدارى، إن الخصومة الثأرية بين عائلتى الشعايبة والعواشير بدأت فى مايو الماضى عندما وقعت مشادة كلامية بين أحد أبناء الشعايبة وآخر من العواشير بسبب خلاف على أولوية شراء الخبز من مخبز ملك عائلة الشعايبة، وتطورت إلى مشاجرة بالأسلحة النارية، قتل فيها محمد نور عبدالحليم من الشعايبة، وأصيب خالد محمد غضبان من العواشير، ويوم السبت الماضى، استغلت الشعايبة خروج عميد عائلة العواشير عبدالرحيم غضبان، 65 سنة، وابن عمه أبوعاشور على عند مدخل البدارى على كوبرى المرور، وأمطرهم ثلاثة من عائلة الشعايبة بالرصاص، فلقيا مصرعهما فى الحال، وقتل شخص ثالث قبطى كان برفقتهما يدعى إسحق نبيل، سائق. وفور وصول النبأ لإخوة عبدالرحمن غضبان، هاجموا منازل عائلة الشعايبة وأطلقوا الرصاص بكثافة وعشوائية على مَن كان بمندرة العائلة مما أدى إلى مصرع 7 أغلبهم من الشباب، وأصيب آخرون بينهم 3 فى حالة خطيرة تم نقلهم إلى المستشفى الجامعى. ولم تستطع قوات الأمن دخول المنطقة لكثافة إطلاق الرصاص بين العائلتين والذى تواصل لثلاث ساعات، حتى تم الاستعانة بقوات من الأمن المركزى والجيش، وفرضت كردوناً أمنياً على المنطقة بعد أن سيطرت على الموقف مع حلول الظلام. يذكر أن أبناء عائلة الشعايبة بمركز البدارى شيعوا أمس الأول، جثامين 7 من أبنائها الذين قتلوا بطلقات نارية على أيدى أبناء عائلة العواشير، كما شيع أبناء عائلة العواشير جثامين 2 منهم، بينهم عميد العائلة عبدالرحمن غضبان وابن عمه اللذان لقيا مصرعهما على يد الشعايبة، وأقيم قداس الجنازة على جثمان نبيل إسحق.