هاجم تنظيم الإخوان المحظور، الولاياتالمتحدة الإمريكية، بعد زيارة وزير خارجيتها، جون كيري، لمصر، أمس، وتصريحاته حول دعم الحكومة الحالية. وقال ما يسمى ب"تحالف دعم الشرعية"، الذي يسيطر عليه التنظيم، في بيان له اليوم: "زيارة كيري تؤكد الدعم الصريح للانقلاب والاعتداء على إرادة الشعب، والإدارة الأمريكية حرصت الفترة السابقة على أن تكون تصريحاتها في دائرة رمادية، رغم حقيقة دعمها الكامل للانقلاب رغبة منها في تفادي الحرج القانوني والسياسي الدولي من مخالفة قوانينها التي تنص على عدم دعم الانقلابات العسكرية، وخوفًا من تكرار تجربة فنزويلا عندما فشل الانقلاب على تشافيز بعد الدعم الأمريكي له، وحرصًا منها على عدم الظهور كعدو مباشر لكل ما يمت بصلة للقوى الإسلامية في العالم حتى السياسية منها، ثم جاءت جلسة الاستماع بالكونجرس منذ أيام، لتظهر بجلاء أن السياسة الأمريكية قائمة على المصلحة البحتة ولو على حساب المبادئ والشعارات والقوانين". وأضاف التحالف، أن زيارة "كيري" قبل يوم واحد من المحاكمة جاءت لتنتقل أمريكا من المنطقة الرمادية إلى الدعم الصريح للانقلاب في مشهد يذكر الجميع بمذبحة دنشواي التي حاكمت المجني عليه برعاية أجنبية وواجهة مصرية، ومثله محاكمة رموز الصمود والبطولة الوطنية أمثال عمر المختار". وتابع البيان: "التحالف يؤكد أن الشعب المصري وحده هو من يقرر مصيره ويرسم مستقبله، ويرفض أي تدخل أمريكى في الشأن الداخلي"، معتبرًا أن أمريكا قدمت غطاءً سياسيًا لما حدث في مصر بدعمها خارطة الطريق، ورغم الهجوم على أمريكا، فإن التحالف أكد أنها إذا احترمت ما أسموه "إرادة الشعب"، فستضمن مصالحها الحقيقية في المنطقة. من جانبه، قال الدكتور عمرو دراج، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، إن تصريحات "كيري" تثبت أنه لا يوجد شيء جديد في الموقف الأمريكي، وأن هذا هو موقف الإدارة الأمريكية منذ عزل "مرسي"، مضيفًا في تصريحات له اليوم: "لا نعول على الدعم الأجنبي في أي شيء بخصوص الشؤون الداخلية لمصر". ورأت الجماعة الإسلامية، أن تصريحات "كيرى" كشفت عن الموقف الأمريكى الداعم ل"الانقلابات" حسب قولها، فيما قال المهندس محمد صلاح زايد، رئيس حزب النصر الصوفي، إن "كيري" جاء إلى مصر ليودع الإخوان، كما ودعوا من قبل حسني مبارك الرئيس الأسبق، مشيرًا إلى أن هذه رسالة لمن تعلق بغير شعبه، فالأمريكان سرعان ما ينسون حلفائهم، ولا يسعون إلا لمصلحتهم. وطالب "زايد" الحكومة الانتقالية بإصدار بيان رسمي باسم الشعب المصري، تعلن فيه رفضها للمساعدات الأمريكية، وإذا كانت أمريكا ترغب في الاستثمار في مصر فلا مانع في ذلك طالما كان هناك الاحترام لكامل السيادة المصرية، مؤكدا أن الغرب عرف قوة المصريين بعد 30 يونيو، وأن من تمسك بشعبه رسم خريطة مستقبله.