كلما تذكرت ما فعلت الفضائيات مع الإخوان قبل الثورة أشعر بإحساس فظيع بالذنب، لأنك فى لحظة كراهية لنظام فاسد غاشم يمكنك بسهولة أن تفتح طريقا لآخر يبدو مثل التماسيح بدموع مكذوبة وأجندة مدفونة تخبئ وراءها مشاعر وأغراضا هتلرية، تقصى الآخرين أيا كانوا وأينما كانوا، طالما لم يختاروا أن يكونوا من الإخوان أو فى حظيرتهم، «بتاعة» السمع والطاعة، وعصام العريان من هؤلاء الذين خدعوا إعلاميين وصحفيين كثرا، لمجرد أنهم يعارضون مبارك، فصدقهم الجميع لأن أفعال نظام مبارك الغاشمة الاستبدادية أوجدت تصنيفا أفسد، وهو «أن كل من يعارضه فهو على يقين الوطنية وحب المصريين»، وجاءت الأيام بما لم يشته المصطفون فى صفوف المعارضة، فتلقوا الصفعات منذ اليوم الأول للثورة وأكملوا غيهم مثل إعلاميين وصحفيين وقعوا فى حبائلهم دونما تعلم من لحظة الثورة الأولى والجلوس مع عمر سليمان، ومرت الأيام بلا تذكر أو تدبر حتى اجتماع «فيرمونت» المشئوم الذى أراه خطيئة تاريخية تماثل خطايا تصديق كهنة المقطم، ومن صدروهم لنا على أنهم حمائم، مثل العريان وصحبته الغشوم «بلتاجى وغيره»، فالعريان الذى سمعت من عصام سلطان عنه ما لم أسمع من قسوة أوصاف ونعوت، مثل النذالة والخسة والخبث والخيانة عند الحديث عما فعله مع عبدالمنعم أبوالفتوح حتى لحظة خروجه من التنظيم، فالعريان الذى خان من كان يعتبره صديقه لغرض إخوانى وطمع دنيوى فى سدة الحكم الإخوانى، وترتيبات إرضاء خيرت الشاطر وإقصاء كل من يعاديه أو يخالفه، خاصة فى لحظات اختيار القيادات وإنفاذ القطبيين ليكونوا سدنة المعبدالماسونى الإخوانى! ابتسامة العريان بعد القبض عليه مثل كذبه لسنوات على الصحافة والإعلام كوجه إصلاحى، فلقد سقطت ورقة التوت عن الإخوانى المتطرف المحرض على الكراهية، الكاره لوطن أعطاهم فرصة لحكمه فأرادوه غنيمة لتنظيمهم الدولى، وطن تعامل معهم كأبناء فتعاملوا معه بمنطق الجالية، العريان وجاليته الإخوانية وجدوا مستقرهم فى السجون مرة أخرى، لأن الكذب لا يبنى الدول، فالحقيقة تعيش أبدا أما الكذب فمكانه سجن أو تركيا أو قطر، أيها الكاذب لوثت أوراقنا وساعات هواء الفضائيات بكذب لسنوات، وعندما كشفتكم نفس الأوراق والساعات والوجوه التى ساندتكم، كذبتم مرة أخرى وصنفتموها كأعداء، اليوم مهما فعلتم لن تفلحوا فى النفاذ إلى رحاب المظلومية، فلقد خرجتم منها للأبد لأن مصر كلها أوقفتكم أمام مرآة مؤامراتكم.. عرايا!!