لازم مكتبه، فى هدوء راح الشيخ الأشيب يتابع ما يدور أمام مبنى الجامعة الإدارى، يرفع سماعة هاتفه الأرضى يطلب مكالمة لوزير الداخلية رأساً، الطلاب بالأسفل خرجوا عن السيطرة، الهدف هو نجدة من الشرطة لتفريق الشباب الذين اقتحموا المكان. لم يفارقه هدوءه، بعد ساعات قلائل أعلنت وسائل الإعلام تصريحات الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، التى أدلى بها فى مؤتمر صحفى «سنظل ننشر الاعتدال والوسطية.. ومن اقتحموا المبنى الإدارى لجامعة الأزهر زمرة من الفشلة». تقف جامعة الأزهر وإداراتها منذ أسابيع فوق صفيح ساخن نظراً لتصاعد الاحتجاجات المطالبة ب«القصاص» من المتسببين فى مقتل بعض الطلاب الذين لقوا حتفهم إبان فض اعتصام رابعة، فضلاً عن المطالبة بإقالة رئيس الجامعة، الدكتور أسامة العبد، وكذلك شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب. العرض لا يزال مستمراً، طلاب يخرجون يومياً من الحرم الجامعى لقطع طريق النصر المؤدى إلى ميدان رابعة العدوية، فيشتبكون مع الأمن.. يُعتقل البعض، وتحيل الجامعة بعضهم للتأديب. وبين هذا وذاك، يقف الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة، أمام معادلة تتشعب حدودها فلا مناص من استمرار الدراسة، ولا سبيل للجامعة فى تأمين أروقتها الداخلية نظراً لقلة أفراد الأمن، وازداد طين الجامعة بلّة عندما اقتحم الطلاب أمس الأول مبنى الإدارة بالجامعة فى مدينة نصر، حيث يقع مكتبه. ولد أسامة محمد حسن العبد فى عام 1949، بإحدى قرى محافظة دمياط، والتحق ب«الأزهر الشريف» حتى تخرج فى كلية الشريعة والقانون بتقدير أهّله للعمل بالنيابة العامة، حتى حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى الفقه المقارن، وانتقل «العبد» بعد ذلك للعمل بحقل التدريس فى جامعة الأزهر ليرتقى السلم الأكاديمى حتى عُيّن فى العام 2010 نائباً لرئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وفى مارس 2011 أصدر المشير حسين طنطاوى قراراً بتعيينه رئيساً للجامعة. وخلال رئاسة «العبد» للجامعة ثار حوله الجدل مرتين؛ الأولى فى نوفمبر 2011 فى إحدى الندوات التى أحيت فيها الجامعة ذكرى الشيخ محمد الغزالى، حيث صرح بأن «الإخوان» لا ينبغى لهم أن ينفردوا بكتابة الدستور، وقتها رفض تصريحاته أساتذة الجامعة المنتمون للجماعة وبعض الطلاب المؤيدين لها. والمرة الثانية فى أبريل ومايو من العام الجارى، وقتما سجلت مدينة الطلاب بجامعة الأزهر حالات تسمم كادت أن تطيح بالعبد من منصبه، وفقاً لتصريحات أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقتها.