منذ فترة ليست بعيدة، ظهرت أصوات سياسية تطالب بتقديم الانتخابات الرئاسية، وأن تكون فى نفس الفترة التى تجرى فيها الانتخابات البرلمانية، ويرون فى ذلك تعجيلا للمسار الديمقراطى الذى يعانى بعد ثورة 30 يونيو، لعدم وجود مؤسسة واحدة منتخبة ديمقراطية، مما يدفع الإخوان لمواصلة ضغوطهم على أمل انهيار مصر وعجزها عن استكمال بناء مؤسسات ديمقراطية، مما يؤكد فشل الثورة ودعم ادعائهم أنها ليست ثورة وإنما انقلاب، ومما يدعم الضغوط الدولية التى تطالب بخطوات سريعة نحو الديمقراطية وتترقب وتتمنى الفشل للثورة، حتى تؤكد مشروعها فى اختراق مصر بأذرع إخوانية وبأنه لا يوجد بديل لهم. لذا يرى المطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة، أن الحل الأمثل، الذى سيقضى على كل أضغاث أحلام الإخوان ومن معهم، أن يكون لدى مصر بأسرع وقت رئيس وبرلمان منتخبان، وهذا يعنى -من وجهة نظرهم- اختصارا للوقت والتكاليف المادية والأمنية، وبمعنى أدق 2 فى 1، فما سينفق مرتين من حيث اللجان والإشراف القضائى سيصرف مرة واحدة، كما أن الأمن لن يستنزف فى حماية الاستفتاء على الدستور وبعدها بشهور الانتخابات البرلمانية ثم بعد شهور قليلة الانتخابات الرئاسية، إذا جمعنا الانتخابين الأخيرين معا، والأهم من ذلك أن هذا سيكون مريحا لجموع الناخبين وضمانا لاحتشادهم، وهذا هو المطلوب والحتمى فى هذه الانتخابات تحديدا. يرى بعض الخبثاء -ويكون الخبث السياسى مفيدا أحيانا- أن هذه الصياغة وهذا الاقتراح سيكون مفيدا وحاسما للانتخابات بالضربة القاضية، لو قرر الفريق أول عبدالفتاح السيسى الترشح لرئاسة الجمهورية، فالرجل يحظى بشعبية طاغية، لم يحظ بها أحد بعد الراحل الزعيم جمال عبدالناصر، كما أن كل المرشحين المحتملين يرفعون أمامه الرايات البيضاء، ويؤكدون أنهم لن يتقدموا للترشح إذا كان السيسى فيها. فى هذه الحالة، وأمام هذا الزخم الشعبى لرجل، لم يقبل الملايين أن يكون محورا للنقد أو السخرية فى برنامج تليفزيونى ساخر، ما الذى يؤخر ترشحه للرئاسة ليكون ضربة قاسمة للإخوان، وعنوانا لأمان المصريين الذين يرون الآن أمانهم مع هذا القائد العسكرى، الذى استجاب لغضبتهم وخروجهم إلى الشوارع، وأزاح الهم الإخوانى من على صدورهم ومن على قلب مصر! العقبة الكبيرة والوحيدة أمام هذا الاقتراح هى «خارطة الطريق» التى تحدد الانتخابات الرئاسية بعد البرلمانية، وأعتقد أن الحل سيكون يسيرا إذا تم الاتفاق على هذا الاقتراح، لدى خبراء القانون أو بإعلان دستورى يعدل تلك الخارطة. الأهم والأولى الآن أن يحدد الفريق أول عبدالفتاح السيسى موقفه، ويحسم قراره: هل سيستجيب لإرادة الشعب ويعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة، ليريح القلوب القلقة على مستقبل مصر؟ أظن وبعض الظن حلال أنه سيفعل!!