كانوا قد بدأوا عيدهم بضمير مرتاح، شاركوا جميعا فى توزيع لحوم الأضاحى على المحتاجين، ولم يتوان أحدهم عن مساعدة أى ممن لجأ إليه قبل العيد وأثناءه، لكن الكوارث لم تدعهم يهنأون بعيدهم، وفيما كان الناس منشغلين بنعى هزيمة منتخب مصر كانوا هم يفكرون فى الطريقة التى سيساهمون بها فى هزيمة من نوع آخر منيت بها عزبة «الجمال» بالصف. خمسة أصدقاء، اتفقوا على التحرك السريع حتى لو كان تحركا فرديا، فكروا سريعا فيما قد تحتاجه عائلات منيت بغرق 150 فدانا من الأرض الزراعية وتعرضت منازل 50 منهم إلى الغرق فضلا عن المواشى التى كانت تمثل مصدر رزق لكثير منهم، نجت من الذبح فى العيد لكنها لم تنج من الغرق. «أنا حطيت نفسى مكانهم، لما نبقى فى العيد وكلنا فرحانين، وبعدين زعلانين عشان الماتش، وهم فى كارثتهم يبقى الوضع عامل إزاى»؟ قالتها مريم رأفت، واحدة من المتطوعين الخمسة الذين دشنوا حملة إغاثة لجمع بطاطين وأغطية وحقائب غذائية وملابس وأغراض أخرى لهم: «الناس دى أكيد محتاجين مراتب وأدوية للأطفال اللى بقالهم يومين فى البرد». الشباب الذين لم يذهبوا قط إلى «الصف» يتوجهون إليها للمرة الأولى، بمساعداتهم التى قاموا بتقديرها سريعا أيضاً: «بنجمع 200 بطانية و200 شنطة غذائية..