ابتسامات ساخرة ووابل من النكات تستقبلك فى أحد الشوارع المتفرعة من شارع عباس العقاد بمنطقة مدينة نصر، والسبب يرجع إلى إقدام أحد الأهالى لتخليد ذكرى وفاة أحد أقاربه بنوع جديد من الصدقة الجارية وهى «صندوق قمامة»، الطريقة التى صنفها بعض المارة ب«الفظة» هى التى جعلت ذلك الصندوق وسيلة لتجاذب أطراف الحديث بين بعضهم البعض وخلق حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض بعبارات تحمل نبرة السخرية أبرزها.. «يظهر المرحوم كان شخص مقامه عزيز». يقف محدقا فى كلمة «صدقة جارية» المدونة على صندوق القمامة الذى تصدق به أحد أهالى شارع محمود فهمى، وعلامات الامتعاض تظهر على وجهه من الفكرة، التى وصفها بأنها «سيئة»، محمد صلاح، موظف حكومى، علل بقوله: «ماعنديش اعتراض انه يتصدق بصندوق زبالة لكن مش المفروض انه يكتبها عشان الأذى البصرى الناتج عن التناقض بين الكلمة الطيبة والمحتوى اللى جوا الصندوق». توافقه الرأى زوجته أميمة قائلة: «إحنا مش بنتريق لا سمح الله كل واحد حر، لكن الأحسن أن الصدقة تكون مجهولة ومخفية عشان ثوابها يبقى أعظم». مستعينا بالحديث النبوى «الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان»، يستنكر «عم محروس»، حارس بأحد العقارات المجاورة، سلوكيات بعض المارة التى تسخر من التصدق بصندوق قمامة كصدقة جارية، ووصف الصندوق بأنه «المنقذ» لشارعه من تلال «الزبالة» التى تكدست قبل وجوده قائلا: «الصندوق اللى مش عاجبهم دا هو اللى بيشيل زبالة الشارع، اللى هيئة النظافة مكلفتش خاطرها وجابت لنا واحد».