تحذير: قراءة هذا المقال قد تشعرك بعدم الراحة وقليل من التوتر حتى لو كنت جالسا أو مسترخيا فى شرفتك.. ربما حديقتك!! تحتسى فنجانا لذيذا من القهوة المنعشة.. ذلك لأننى سأقدم موضوعا طالما أزعج ناسا كثيرين أو قل ارتبط معناه مع أشخاص عديدة بمعنى «السخف» و«الرذالة».. بل وارتبط معناه مع هذا المثل الشهير «ومن الفضول ما قتل القطة» «Curiosity Killed The Cat». نعم إنه «الفضول» الذى أفتح المجال للحديث عنه فى هذه المساحة الصغيرة.. إنه هذه الصفة الأساسية التى دغدغت حواس وعقول العلماء للبحث والابتكار.. ولذا فإنه ليس من العجب أو من المفاجأة أن نجد أيضاً المزيد من الأبحاث «تنبش» للبحث عن مزايا وطبيعة هذه الصفة الخلاقة التى يتجنبها ويحترس منها الكثير!!.. ولا أعرف السبب لذلك.. لا أعرف.. ربما لأننى أعمل فى المجال الصحفى والفضول هو المكون الرئيسى لهذه المهنة.. وربما أيضاً كما أثبتت النظريات أن الأفكار والأشياء الجديدة غالبا ما تشعرنا بعدم الارتياح وتصيبنا بهذا الشعور بعدم اليقين، مسدلة ستارا واقيا بيننا وبين المجهول الذى دائما ما نخشاه.. حتى لو جاء ذلك على حساب متعة «الفضول» الذى يفتح الأفق ويزيح الغطاء من فوق هذه المساحات العذراء البكر التى ربما لم نكتشفها بعد فى أنفسنا؟! الفضول.. حقه أن يصبح ممارسة يومية مثله مثل التمرينات الرياضية التى تغذى الجسم والعضلات، أما هو فيقينا من الركود العقلى الذى يحصرنا فى دوائر محدودة.. مثال بسيط على ذلك.. قد تكون أخذت لسنوات عديدة على قراءة كتب ترتبط بالعاطفة أو المغامرات البوليسية أو.. إلخ.. ما المانع إذن أن تحول قراءتك إلى كتب الفلسفة أو الخيال العلمى أو حتى الجرافيك؟.. ما المانع أن تمارس رياضة الغوص بدلا من المشى؟.. ما المانع أن تكتشف أن ممارسة هواية الطهى أفضل وأمتع من الجلوس أمام التليفزيون؟ إن كثيرا منا يعتقد أن المتعة والنضوج الفكرى يتحققان أثناء بحثنا المستمر عن السعادة، ولكنى أرى أن السعادة تتحقق عندما نمتلك عقولا واسعة الأفق.. عندما نكتشف الجديد ونعيش اللحظة التى نتعرف فيها على المستور ونعلم أن هذه الممارسة الإيجابية الخلاقة سوف تجعلنا أكثر راحة مع المخاطر والتحديات التى تواجهنا فى عالم غير مستقر ملىء بالأحداث غير المتوقعة.. عملية مجازفة قادمة من التأكيدات التى تعودنا عليها واعتقدنا أننا لا نحب أو نرغب غيرها!! والآن ألا ترى أن هذه الكلمات تدق جرسا وتستحق وقفة منك ولو لبضع دقائق، وقليلا من الفضول لتكتشف أنك ربما قد تكون سلكت طريقا واحدا لم تعرف سواه وتخشى مما هو جديد.. أو ربما كما قال الفيلسوف والكاتب الإنجليزى «أوسكار وايلد»: «الناس لديها من الفضول لمعرفة أى شىء سوى ما بالفعل يستحق المعرفة».