ذكر تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا "أوتشا" أن ارتفاع أسعار مواد الغذاء وعدم توافر الأغذية التكميلية للأطفال والنزوح وفقدان الدخل لتوفير خدمات الرعاية الصحية أدى إلى تدهور الحالة الغذائية للأطفال في سوريا. وأضاف التقرير، الذي وزعه مكتب "أوتشا" بالقاهرة عن الفترة من 24 سبتمبر إلى 7 أكتوبر الحالي، أن عدد الأطفال الذين تم الإبلاغ بدخولهم المستشفيات بسبب سوء التغذية الشديد أو الحاد ارتفع من 1 إلى 5 في المتوسط، وكذلك عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة تأتي في المقام الأول في حلب ودرعا والمناطق الريفية، ودير الزور، وحمص، وحلب، والقنطيرة، وريف دمشق. وأفاد أنه على الرغم من هطول الأمطار الموسمية، فإنه من المتوقع انخفاض إنتاج الحبوب، حيث أدى الصراع إلى زيادة تكلفة مدخلات الإنتاج وتلف المعدات الزراعية وانخفاض رقعة الأرض المتاحة للزراعة، وقدرت بعثة منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ب4 ملايين شخص في يوليو الماضي، من بينهم مليون شخص من النازحين داخليا وصغار المزراعين والرعاة والعمال الموسميون وصغار التجار والفقراء والأطفال والحوامل والأمهات المرضعات وكبار السن والمعاقون والمصابون بأمراض مزمنة. وقال التقرير إن هناك قافلة إنسانية نظمتها جمعية الهلال الأحمر السورية و مكتب "أوتشا" وصلت إلي مدينة الرقة ومعها أكثر من 222 طنا متريا من المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن الوكالات العاملة في قطاع المأوي كثفت من جهودها للاستعداد لفصل الشتاء وأعطت أولوية لشراء وتخزين المواد اللازمة لتوزيعها علي النازحين الأكثر ضعفا واحتياجا وتشمل الملابس الثقيلة والبطانيات الحرارية وزجاجات الماء الساخن. ونوه بأن استئناف العام الدراسي، أدى إلى إجلاء المزيد من النازحين من المباني المدرسية التي تستخدم كأماكن إيواء جماعية في حلب وحماة وحمص وريف دمشق، وحددت وكالات المأوي أماكن إضافية تحتاج إلي إصلاحات عاجلة، حيث يعيش النازحون في أماكن مزحمة بدون خدمات مياه والصرف الصحي أو مرافق أساسية. وأوضح التقرير، أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من خلال الشركاء المنفذين قامت بإعادة تأهيل 67 مكانا في دمشق وريفها وطرطوس وحمص و حلب والحسكة، حيث يعيش أكثر من 30 ألفا من المتضررين، وهي في طريقها إلى إعادة تأهيل 32 بجانب ما أعلنته منظمة الهجرة الدولية عن إصلاح وإعادة تأهيل 41 ملجأ تستفيد منه 3 آلاف عائلة تقريبا. وأفاد التقرير، أن برنامج الأغذية العالمي، وزع 91% من الشحنات الغذائية المقررة في شهر سبتمبر، حيث لا يزال القتال العنيف والعوائق اللوجستية والمخاطر علي طول طرق النقل تعيق تقديم المساعدات الغذائية، مشيرا إلى أن البرنامج لم يستطع توصيل الحصص الغذائية المقرر لمدينة حلب بأكملها والتي تستهدف 500 ألف شخص. وأوضح أن البرنامج يخطط لتخصيص ما بين 8 آلاف إلى 15 ألف حصة غذائية عاجلة لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان النازحين في محافظة حماة وستزيد المخصصات الغذائية لهذه المحافظة بدءا من أكتوبر بنسبة 25% لتوصيل المواد الغذائية لحوالي 73 ألف شخص.