تصاعد نشاط المهربين لأغنام البرقى، التى تشتهر محافظة مطروح بتربيتها، على الحدود الليبية المصرية، مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة الطلب على تلك النوعية، بسبب جودة لحومها، حيث يجرى تصديرها إلى دول الخليج، خصوصاً السعودية، وعدد من دول أوروبا وأفريقيا خلال موسم الحج. وتنتشر أغنام البرقى فى صحراء مصر الغربية، وتحرص كل أسرة فى مطروح، الفقير منها قبل الغنى، على أن تكون أضحيتها فى العيد من تلك الأغنام، إلا أن كثرة عمليات تهريبها إلى ليبيا وبأعداد كبيرة عبر الجبال والوديان من خلال بعض المناطق الحدودية، أدى إلى انخفاض شديد فى رؤسها، ما أدى إلى ارتفاع سعرها بشكل كبير، كما أن وزارة الزراعة لا تولى أدنى اهتمام بالخروف البرقى، فى مطروح، ما أدى إلى تدهور تلك الثروة حتى أصبحت سلالته مهددة بالانقراض. «الوطن» فتحت ملف تهريب أغنام البرقى الصحراوية من مصر إلى ليبيا، وتكشف فى السطور التالية، طرق تهريبها ومكاسب المافيا المسيطرة على تلك التجارة. أهالى مطروح قالوا إن التهريب، يجرى بطريقتين، الأولى عبر المدقات والطرق الجبلية الوعرة بالقرب من مدينة السلوم، على الشريط الحدودى بين مصر وليبيا حيث يصطحب المهربون الأغنام بعد الفجر، وكأنهم يرعونها، إلى أن يقتربوا بها من المناطق الحدودية أسفل الوديان الملتفة حول ميناء السلوم البرى، بحوالى 5 كيلومترات، ومن هناك يدخلونها إلى ليبيا عبر الحدود. أما الطريقة الثانية، فهى تحميل الأغنام على مراكب الصيد الصغيرة، وتهريبها عبر البحر من أحد الوديان التى تقع غرب السلوم وتهريبها عبر ساحل البحر لمنطقة البردى الليبية -10 كيلومترات غرب السلوم- وتتولى مراكب الصيد مختلفة الأحجام العمل فى تهريب الأغنام لما تدره من مكاسب كبيرة، حيث تنقل المراكب نحو 80 رأساً فى الرحلة الواحدة، فيما تتسع أخرى ل150 رأساً، فى الحمولة، ويتصارع أصحاب المراكب على نقل الأغنام وتهريبها لليبيا نظراً لصغر المسافة التى لا تتجاوز 10 كيلو بين السلوم المصرية والبردى الليبية، فيما يحصل صاحب المركب على 100 جنيه عن كل رأس، أما المهربون، فتتراوح مكاسب الواحد منهم عن كل رأس ما بين 500 إلى 600 جنيه، وفقاً لوزنها، فكلما زاد وزنها زاد ربح مهربها. يقول الدكتور علاء الدمياطى، نقيب الأطباء البيطريين بمحافظة مطروح، ل«الوطن»، إن سلالة أغنام البرقى من أجود لحوم الضأن فى الشرق الأوسط، فهى تتميز عن الضأن البلدى المنتشر فى محافظات الدلتا ووجه قبلى، بلحمها الأحمر ذى الطعم الطيب، الذى تقل فيه الدهون، وتتوزع نسبتها بالتساوى فى مختلف أنحاء جسم الخروف البرقى، الذى يطلق عليه اسم «الحولى» للذكر، و«الحولية» للأنثى بين المربين والتجار وهذا فضلاً عن القيمة الغذائية العالية التى تحتويه لحوم هذا النوع، بسبب تغذيته على المراعى الطبيعية فى صحراء مطروح. ويضيف: «يكتسب لحم الخروف البرقى من خلال المواد العشبية والمرعى الطبيعى مذاقاً خاصاً يتميز به عن غيره، كما أن لنقاء الجو وصفاء الصحراء تأثيراً كبيراً يميز تلك السلالة عن غيرها، الأمر الذى يجعلها على رأس قائمة الأغنام الأكثر جودة، فى جميع أنحاء العالم، حتى إن رواد ومصطافى مرسى مطروح والساحل الشمالى لا يستطيعون أن يأتوا مطروح ويغادروها دون أكل ضأن البرقى، الذى يقبلون على شرائه فى موسم الصيف ويطلبونه بالاسم فى الفنادق والقرى السياحية، ووصل الأمر إلى أن البعض يزورون مطروح خصيصاً من أجلها». ويقول الدكتور إسماعيل عبدالقادر، مدير عام الحجر البيطرى بمنفذ السلوم البرى على الحدود المصرية الليبية، إن آلاف الأغنام يجرى تهريبها عبر الحدود، والسلك الشائك بين البلدين، ما يؤدى إلى انخفاض أعداد الأغنام، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، فيما يقول طارق رزق، تاجر أغنام، إلى أن ارتفاع أسعار أغنام البرقى فى الأسواق أضر بالمشترى والمربى والتاجر على حد سواء، حتى إن المشترين يفاجأون بأن سعر ذكر البرقى الجاهز للذبح يتراوح بين 1800 و3000 جنيه للرأس الواحد، والأنثى من 1400 إلى 2000 جنيه، فيما وصل سعر الكيلو إلى 80 جنيهاً، لدى الجزارين، فيما تباع فى سوق الأغنام بمدينة مرسى مطروح ب40 جنيهاً للكيلو «القايم» للخروف، فيما يبلغ كيلو «الحولية» الأنثى 37 جنيهاً. ويرجع «رزق» ذلك إلى أسباب عديدة، يأتى التهريب على رأسها مضيفاً: «ممكن أن يحصل المهرب على أكثر من 500 جنيه مكسباً فى الرأس، لكن لا يستطيع المربى أو التاجر فى مصر أن يحصل على هذا الربح». ويضيف زيدان القطعانى من أهالى السلوم، أن عمليات تهريب الأغنام، أدت لارتفاع أسعارها فى السلوم ومطروح، حيث لا يستطيع المواطن حالياً أن يشترى أضحية العيد، مؤكداً على أن الجيش يواجه عمليات تهريب الأغنام يومياً ويضبط كميات كبيرة منها.