اتهم القضاء اللبناني 12 شخصا بينهم ثلاثة موقوفين، بالتخطيط لتفجيرات على كل الأراضي اللبنانية واغتيال شخصيات سياسية، بحسب ما ذكره مصدر قضائي اليوم. وقال المصدر إن "مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اتهم أمس 12 شخصا بينهم ثلاثة موقوفين، لبناني وسوريان، بتأليف عصابة مسلحة بهدف القيام بأعمال إرهابية". ولم تُعرف جنسيات المتهمين غير الموقوفين. وأوضح المصدر أن المتهمين كانوا "يخططون لاغتيال شخصيات لاسيما في شمال لبنان، وتفجير سيارات في مناطق عدة تقطنها طوائف لبنانية مختلفة". وذكر المصدر أن هؤلاء أقدموا على "شراء أسلحة وصواعق وقذائف وعبوات وذخائر". وكان الأمن العام اللبناني أعلن أمس الأول اعتقال اللبناني والسوريين وتسليمهم للقضاء، وذكر أنهم ينتمون إلى "شبكة إرهابية كانت تخطّط للقيام بأعمال تخريب وإخلال بالأمن على الأراضي اللبنانية بواسطة عبوات ناسفة، وعمليات إغتيال"، مشيرا إلى ضبط "مواد متفجرة وأجهزة اتصال وسلاح مع كاتم للصوت" معهم. ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم عن مصادر قضائية، قولها إن التحقيقات مع المعتقلين كشفت أنهم كانوا يحضرون لاغتيال شخصيتين على الأقل تنتميان لقوى 8 آذار (القريبة من النظام السوري وحزب الله) في الشمال، ولعملية تستهدف أوتوبيسا يحمل مدنيين سوريين في الشمال. وذكرت صحيفة "الأنوار" اللبنانية أن أفراد الشبكة المذكورة "أعدوا 12 عبوة ناسفة تمهيدا لتفجيرها في مدن رئيسية وتجمعات شعبية من جميع الطوائف"، وأنهم كانوا يخططون لاغتيال "شخصيات سياسية في 8 آذار و14 آذار (ائتلاف أحزاب وقوى سياسية مناهض لحزب الله والنظام السوري) ومعارضين سوريين"، مضيفة أن الهدف من عملياتهم كان "إحداث فتنة داخلية وإشعال الساحة اللبنانية". ويأتي ذلك بعد ثلاثة تفجيرات ضخمة ضربت خلال الشهرين الماضيين الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ومدينة طرابلس في الشمال ذات الغالبية السنية، وأوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وبعد انفجار طرابلس الأخير الذي كان في الواقع كناية عن تفجير سيارتين مفخختين في وقت متزامن في منطقتين من المدينة، تم إصدار مذكرات اعتقال بعضها غيابي في حق عدد من الأشخاص بينهم سوريون، وبين المتهمين ضابط من أمن طرطوس في غرب سوريا. وحذر مسؤولون أمنيون وسياسيون من مخطط لزعزعة الاستقرار في لبنان على خلفية النزاع السوري. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة. وتشهد لبنان منذ بدء النزاع في سوريا المجاورة قبل أكثر من عامين، سلسلة توترات أمنية متنقلة، من اشتباكات مسلحة وتفجيرات وإطلاق صواريخ على مناطق مختلفة، بعضها من خارج الحدود وبعضها من الداخل.