أثناء ذهابى لتلبية دعوة كريمة من الكاتبة الأستاذة فتحية العسال لحضور مؤتمر الجبهة الوطنية لنساء مصر فى مقر حزب التجمع، مررت بشارع طلعت حرب (سليمان باشا سابقاً) بعد الإفطار بحوالى نصف ساعة، كنت أتوقع أن هذا الشارع بالتحديد سوف يكون فى هذا التوقيت هادئا وسهل المرور فيه، ولكننى فوجئت بأننى أسير بالسيارة ببطء شديد وهالنى ما رأيت فى وسط الشارع وعلى الصفين يساراً ويميناً، فى نهر الطريق قهوة تضع كراسى وترابيزات واستاندات عليها كل أنواع الملابس والأحذية، والأغرب من ذلك ترابيزات عليها جميع أنواع المفرقعات والصواريخ والشماريخ التى كانت بالأمس القريب تباع فى سرية لمدى خطورتها، فالآن تباع على مرأى ومسمع من الجميع، وكل هذه الفوضى أصبحت فى أكبر شوارع العاصمة مثال شارع 26 يوليو أيضاًً، وكأن هذا الشارع خُصص فقط للبائعين ولا يعد به مكان لمرور السيارات. كل هذه الفوضى تتسبب فى ارتباك المرور وشل حركة وسط البلد، حيث تجد الميكروباصات فى شارع الجلاء تقفل الشارع تماماً وكأننا فى مولد وصاحبه غائب. لقد أزعجنى حقيقةً هذا الشىء الغريب الذى يقال عنه التوك توك وما نتعرض له من حوادث يومية بسبب تلك العربة؛ تسير بغير رخصة، يقودها الأطفال لا تتجاوز أعمارهم فى غالب الأمر الاثنى عشر عاماً ولا توجد أى وسائل للأمان بهذا التوك توك، وقد انتشرت هذه العربة فى كل شوارع مصر بعشوائية غريبة، هل السبب فى هذا هو تحية السيد الرئيس لهم.. فأعطتهم الحق فى التجول بجرأة فى الشوارع الرئيسية والجانبية على السواء؟! هل يجب الاستسلام لهذه الفوضى أم نعتمد على شباب الإخوان كما نعتمد عليهم الآن فى حملة «مصر نظيفة» وكأننا لسنا دولة لها مؤسساتها وأجهزتها التى يجب أن تعمل للقضاء على هذه الفوضى بالقانون؟ هل نعتمد فى حل مشاكلنا على تكليف مكتب الإرشاد فى إعطائه تعليمات لشباب الإخوان لتنفيذ برنامج المائة يوم الذى وعد به الرئيس، أم الأفضل أن نُفَعّل أجهزة الدولة ويكون الانتماء الأكبر لمصر وليس لجماعة أو فئة تتحمل مسئولية تنفيذ وعود الرئيس وكأنها هى الُملزَمة بهذه الوعود؟ الوعود يا سيادة الرئيس تنفذها أجهزة الدولة ومؤسساتها التى يخصص لها ميزانية من أموال هذا الشعب، والتى نستطيع أن نحاسبها إذا لم تؤدِّ الواجبات الموكلة إليها فيتم تغييرها فوراً. يجب علينا أن نقوم بواجبنا وأن يتم عودة جهاز الشرطة وتطبيق القانون على الجميع دون يد مرتعشة، ونتناسى ما حدث من سلبيات، ونعيد الثقة بين الشعب وأفراد الشرطة وندعم شعار «الشرطة فى خدمة الشعب» وأننا جميعا نعمل لصالح هذا الوطن وأن جهاز الشرطة مهمته الأولى والأخيرة هى الحفاظ على أمن مصر الداخلى واتباع القانون وليس قهر المواطن، وأعتقد أن أبناءنا من رجال الشرطة قد استفادوا من تجربة السنوات السابقة. وعلى الجانب الآخر وبالرجوع إلى الموضوع الأساسى، فلا بد من إيجاد حل سريع لهذه الفوضى التى نعيشها وتدبير أماكن لهؤلاء الباعة الجائلين حتى لا نفاجأ بثورة الجياع، فهؤلاء يسعون لكسب رزقهم بالحلال الذى يكفيهم هم وأسَرهم، بإقامة أسواق رسمية أو بناء مول يؤجّر أو يُملك لهم بأسعار مناسبة لإمكانياتهم، وهؤلاء الأشخاص سيكونون أول من يحرص على حفظ النظام فى الشارع للحفاظ على رزقهم. وأخيراً يا سيادة الرئيس، لا بد من الإسراع فى عمل انتخابات المجالس المحلية وإقرار قانون الإدارة المحلية الذى يضمن مراقبة وتنفيذ الخدمات ووصولها للمواطن المصرى على أكمل وجه. والله المستعان.