قال وزير الإعلام والثقافة السعودي، عواد العواد، في كلمته باجتماع وزراء الإعلام العرب اليوم، إن أهم مخرجات القمة العربية التي انعقدت في المملكة الشهر الماضي "قمة القدس"، كان التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، مشيرا إلى ما قدمته وتقدمه السعودية من دعم للقضية الفلسطينية يعكس حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مساعدة الشعب الفلسطيني ودعمه حتى استعادة حقوقه المشروعة. وأشار العواد في هذا السياق، خلال الاجتماع بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إلى إقرار القمة العربية ال29 "قمة القدس" للخطة الإعلامية للقدس والتي تتضمن برامج ومبادرات أعدتها الأمانة العامة لغرض تنفيذ الخطة وتحقيق أهدافها بما يضمن إبراز القضية الفلسطينية إعلاميا وتوضيح المعاناة التاريخية للشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على حقوقه الشرعية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذه القضية المركزية للعرب والمسلمين. وأعتبر العواد أن الإعلام العربي يواجه اليوم تحديات ومتغيرات شديدة أدت إلى تراجع دوره في توعية الشعوب العربية، وأن هناك حاجة ماسة إلى إعلام متوازن لحماية عقول الشباب، وتحصين فكرهم من الانحرافات والتوجهات الضالة، وتطوير مهاراتهم الإبداعية وتوعيتهم بقضايا أمتهم الجوهرية، ودعا وزير الإعلام السعودي إلى تكامل الإعلام الرسمي مع الإعلام الخاص في جميع الدول العربية، لتوضيح حقيقة الأوضاع بالمنطقة بعيدا عن المزايدات المغرضة من أطراف ودول معادية. وأكد على أن العلاقات الدولية تحكمها مبادئ متفق عليها عالميا وخاصة عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر من جانب دولة أو مجموعة دول، ما يدل على أن جميع أشكال التدخل التي يمكن أن تهدد أي من مكونات الدولة يعتبر مخالفة صريحة للقانون الدولي، كما أن ميثاق جامعة الدول العربية ينص على وجوب الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء وعدم جواز التدخل، وتابع: "أثبتت الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية أن التدخل في شؤون الدول الداخلية بأي شكل هو عمل عدواني يعكس حالة من عدم النضح السياسي وله عواقب وخيمة". وأشار في هذا الصدد لما تعرضت له المغرب من تدخلات في شؤونها الداخلية نتيجة لأطماع إيرانية وسلوكها العدائي الذي امتد نطاقة الجغرافي ليصل للمغرب العربي، وشدد على دعم المملكة للمغرب في قرارها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما أدان بشدة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال توظيف جماعاتها الارهابية لزعزعة الامن والاستقرار في المنطقة. وجدد الوزير السعودي ترحيب المملكة بالخطوات التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب حيال انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا التأييد لما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق أن تم تعليقها بموجب هذا الاتفاق. وأعرب الوزير السعودي عن أمل بلاده في أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما وموحدا تجاه إيران وأعمالها العدائية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها لجماعات إرهابية هددت الأمن ونشرت الفوضى في المنطقة العربية وساهمت في ارتكاب أبشع الجرائم من قتل وتشريد لملايين الأبرياء. وأكد وزير الإعلام السعودي، على استمرار عمل المملكة مع شركائها في الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لتحقيق الأهداف المرجوة التي أعلنها الرئيس ترامب، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي، بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية.