بالنسبة له، لم يكن مفاجئاً أن تأمر النيابة العامة بضبطه ضمن قائمة طويلة من رموز نظام الرئيس المعزول محمد مرسى بتهم مختلفة، منها التحريض على قتل المتظاهرين ومنها إهانة القضاء. لكن أمر ضبط صلاح عبدالمقصود كان سببه فى صميم عمله كوزير للإعلام فى فترة رئاسة الدكتور مرسى التى لم تكتمل بقوة الضغط الشعبى. بالنسبة للشارع، لم يكن مفاجئاً كذلك أن تأمر النيابة بضبط وزير إعلام الرئيس مرسى الذى ساهم بحسب معارضى النظام الإخوانى السابق فى إفساد الحياة السياسية فى مصر خلال عام على وجه التقريب تولّى فيه حقيبة الإعلام فى حكومتى قنديل الأولى والثانية. صلاح عبدالمقصود من مواليد العام 1958، وبعدما أتم دراسة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة انتقل للعمل على التوالى فى مجموعة من الصحف ذات التوجه الإسلامى كالدعوة المصرية والاعتصام والمختار الإسلامى والنور. ثم شغل منصب سكرتير التحرير بمجلة البشير عام 1985 بعد 5 سنوات من تخرجه فى كلية الإعلام، ثم عمل مديراً لتحرير مجلة لواء الإسلام، ثم رئيساً لتحريرها. وتولى عبدالمقصود منصب مدير مركز الإعلام العربى الذى ظهر من خلاله كأحد الوجوه الإعلامية المدافعة عن جماعة الإخوان. شغل صلاح عبدالمقصود منصب وكيل نقابة الصحفيين بين عامى 2003 و2011. ومع انهيار نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وتقديم مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين آنذاك، استقالته من منصبه تولى عبدالمقصود القائم بأعمال النقيب حتى إجراء الانتخابات. زلّات لسانه ورّطته أمام الرأى العام بسبب تخطيه حدود اللباقة فى الحديث مع صحفيات وإعلاميات ومراسلات فى لقاءاته الصحفية ومؤتمراته الإعلامية؛ لمّح لهن تلميحات جنسية يراها معارضوه أنها مقصودة ويراها مؤيدوه أنها عفوية فُهمت على نحو خاطئ لم يكن هو المقصود وحُمِّلت أكثر مما تحتمل. مع تصاعد أصوات معارضى جماعة الإخوان المسلمين وتزايد المطالبات بإزاحة الدكتور محمد مرسى عن كرسى الرئاسة صرح عبدالمقصود بأن «الأقلية فى مصر تتحكم فى وسائل الإعلام ويشنون من خلالها حرباً شعواء على الإسلاميين لتحقيق مصالح خاصة بهم». وقبل عزل «مرسى» اعتصم مؤيدو الإخوان المسلمين فى ميدان رابعة العدوية محتجزين ست سيارات بث فضائى مباشر دون تحرك من قبَل وزير الإعلام. أخيراً أمرت النيابة بضبط وإحضار الوزير على خلفية استيلاء أنصار الرئيس المعزول على ست سيارات تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون قيمتها 40 مليون جنيه كان الوزير قد أمر بإرسالها إلى ميدان رابعة العدوية. وإن كانت التوقعات تشير إلى أن ضبط عبدالمقصود لن ينتهى عند مساءلته بخصوص الاستيلاء على سيارات البث، بل سيمتد إلى قائمة أطول من الاتهامات.