اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن "كل ما يدور من أحاديث حول إمكانية أن تسلم روسيا حصتها من منطقة القطب الشمالي لتوضع تحت رقابة دولية لا أساس له وهو مجرد حماقات"، مؤكدا أن "روسيا ستوسع تواجدها في هذه المنطقة نظرا لأهميتها الاستراتيجية". وقال بوتين، في لقاء له مع نشطاء من حزب "روسيا الموحدة"، إن "أركتيكا - القطب الشمالي، جزء لايتجزأ من روسيا، هكذا كانت وهكذا ستكون، معيدا للأذهان أن روسيا أعادت بناء قاعدتها العسكرية على جزر نوفوسيبيرسك، التي كان العسكريون الروس قد غادروها قبل عشرين عاما". وتابع الرئيس الروسى قائلا: "يجري حاليا العمل هناك على قدم وساق، إذ رافقت أربع كاسحات جليد قافلة من السفن الحربية إلى هناك، وبقيت على الجزر مجموعة كبيرة من العسكريين الروس لإعادة بناء البنية التحتية، بما في ذلك المطار، مؤكدا أن روسيا ستواصل توسيع تواجدها في أركتيكا مستقبلا، وذلك لأن هذه المنطقة غنية بالموارد المعدنية، وجذابة لتطوير البنى التحتية لطرق المواصلات، وتعِد بمكاسب كبيرة في مجال التحكم بالطرق البحرية الشمالية". وأضاف بوتين "أركتيكا ليست منطقة غنية بالنفط والغاز وغيرهما من المواد الخام فحسب، بل هي أيضا أقصر طريق للعبور بين الغرب والمحيط الهادي، وثمة اليوم اهتمام كبير بالطريق البحرية الشمالية، التي باتت اليوم، بفضل الظروف المناخية، مقبولة أكثر لعبور السفن. ولما كانت روسيا تمتلك أكبر أسطول من كاسحات الجليد، فإننا سنطور إمكانياتنا ونستثمر هذه الميزات". وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، المسؤول عن الصناعة الحربية، دميتري روجوزين، قد حذر في ديسمبر الماضي من أن روسيا قد تفقد وجودها كدولة مستقلة، إذا لم تتمكن من الدفاع عن مصالحها الاقتصادية في أركتيكا، وقال: "إنه من المهم جدا أن نضع الإشارات والمعالم، ونحدد على الأرض محيط مصالحنا القومية في هذه المنطقة، وإذا لم نفعل ذلك فسنخسر معركتنا في سبيل الموارد الخام، ما يعني أننا سنخسر المعركة الأكبر في سبيل الحفاظ على سيادتنا واستقلالنا".