حذر الرئيس اللبناني ميشال سليمان من محاربة الفكر التكفيري على أساس مذهبي لأن هذا يخلق تعاطف مع هذا الفكر ويشكل لهم البيئة الحاضنة باعتبار أنهم مستهدفون بالقتال من مذهب آخر. وقال الرئيس اللبناني في حوار مع جريدة السفير اللبنانية إن هذا الكلام سبق أن أبلغه لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي عندما حدثه عن مخاطر "التكفيريين". وأكد سليمان أن المطلوب احتضان المعتدلين من كل الطوائف لكي لا يشكلوا بيئة حاضنة لا إرادية للمتطرفين، لأن رأس الحربة في قتال التكفيري هو ابن الطائفة نفسها. وقال "هذه ميزة لبنان، لأن تنوعه الطائفي والمذهبي يمنعه من التحول إلى التطرف والأصولية، شرط أن نحترم بعضنا البعض ولا نسلك طريقا يؤدي بالطوائف إلى التطرف، لأن التكفير عابر للطوائف وقد يولد في أي طائفة، ومحاربته ترتكز على طائفته بدرجة أولى ومن ثم الوحدة الوطنية ودعم باقي الطوائف". وحول ردة فعل المسؤول الإيراني على ذلك، قال سليمان أنها كانت إيجابية، "وأبلغني أنه سينقل هذا الكلام الطيب جدا بحذافيره إلى القيادة الإيرانية". وشدد الرئيس اللبناني على أن إعلان بعبدا لمصلحة الجميع، لأنه ينص على تحييد لبنان عن الصراعات، واعتبر أنه "من الخطأ قول البعض إننا لا نجلس مع حزب الله إلا بعد عودته من سوريا، لأن حزب الله مكون أساسي من النسيج اللبناني، صحيح نحن ضد انخراطه في سوريا، ولكن نجلس معه ونقول له إنه يجب أن يعود من سوريا". ورفض سليمان التنكر لإعلان بعبدا قائلا "ليس صحيحا أن إعلان بعبدا لم يناقش"، وأضاف "يكفي الإشارة إلى أمرين حصلا خلال النقاش، على سبيل المثال، وهما أن النائب عن حزب الله محمد رعد طلب حذف الإشارة إلى المحكمة الدولية، وحُذفت، والرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة تيار المستقبل طلب حذف الإشارة إلى ثغرات الطائف، وحذفت، كما حُذفت أمور أخرى وبقي الأساس وهو حياد لبنان عن الصراعات". وتابع "بإمكان هذا الفريق أو ذاك القول إنه غيّر موقفه وسياسته ولم يعد موافقا على إعلان بعبدا، أما القول إن الإعلان لم يناقش فهذا غير مقبول وغير صحيح". وفضل الرئيس اللبناني عدم الخوض في استنتاجات وتأويلات لأمور حدثت مؤخرا، لا سيما فيما يتعلق بحراكه العربي، "لأن الأيام المقبلة تحمل الجواب اليقين"، وذلك في إشارة إلى إرجاء زيارته إلى المملكة العربية السعودية.