سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفد العسكريين الأمريكيين العائد من القاهرة: ثورة مصر الثانية ليست انقلاباً «جوركا»: السيسى أكد أن الجيش لا يطمع فى الحكم.. و«فاليلى»: علاقة الشعب بجيشه عضوية وغير قابلة للانفصال
عقد وفد من الخبراء العسكريين مؤتمراً صحفياً، أمس، بمقر نادى الصحفيين الأمريكيين فى واشنطن، فور عودتهم من القاهرة لاستعراض نتائج الزيارة. وتحدث خلال المؤتمر ريك فرانكونا، الكولونيل السابق بسلاح الجو والمحلل العسكرى لقناة CNN، والكولونيل كين أليرد المحلل العسكرى لقنوات «NBC» و«CNBC»، والدكتور سيبستيان جوركا خبير الإرهاب الدولى وأحد محللى شبكة «فوكس نيوز»، والجنرال باول فاليلى. وبدأ المؤتمر بكلمة الكولونيل كين أليرد الذى أكد أن الوفد كان حريصاً على هذا اللقاء لإطلاع الرأى العام الأمريكى على جولة فى غاية الأهمية تحمل جوانب مختلفة عن الواقع فى أهم دولة بالمنطقة العربية. وقال إن خسارتنا مصر تعنى خسارة مصالحنا فى المنطقة كلها، وعلينا النظر إلى خريطة الشرق الأوسط على اعتبار أن مصر هى القوة الكبرى فيها، وقد استمعنا لرسالة واضحة من الشعب المصرى فى الشارع وفى المطار وهى أن المصريين يحبون الشعب الأمريكى لكن كان السؤال الدائم: لماذا تدعم إدارة أوباما الإرهاب فى مصر؟ وقال أليرد إن الوفد عقد خلال الزيارة التى استغرقت ثلاثة أيام لقاءات مكثفة مع المسئولين فى الجيش المصرى وفى مقدمتهم الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، الذى استغرق اللقاء معه نحو الساعتين، وكذلك ممثلو لجنة تعديل الدستور، إلى جانب اقتصاديين لمعرفة الوضع الاقتصادى الراهن فى مصر. ومن جانبه، قال الجنرال فاليلى: «كانت زيارة القاهرة خبرة عظيمة لمعرفة ما يجرى تحت الأرض فى الشرق الأوسط من خلال عقد لقاءات مباشرة مع القادة العسكريين وكافة الشخصيات المعنية بعيداً عن التغطيات الإعلامية وكذلك لقاء قادة الثورة الثانية فى مصر». وأضاف: «هذه ثورة ثانية، وقد التقينا الفريق السيسى ومساعديه لأكثر من ساعتين واستمعنا منه بوضوح إلى كافة أبعاد الصورة». وأوضح أن الفريق السيسى أكد أن الجيش المصرى لم ينقلب على الشرعية وإنما تدخل لحماية الشعب. وتابع: «يجب عليكم أن تدركوا طبيعة العلاقة بين الجيش والشعب فى مصر، هى علاقة عضوية غير منفصلة وتتسم بالكثير من التلاحم وهو ما يعكس شعور الثقة لدى المصريين فى المؤسسة العسكرية». أما الكولونيل فرانكونا فقد أكد أنه ليس من المبالغة القول بأن مصر هى مركز الشرق الأوسط، و«عندما ذهبنا إلى القاهرة فوجئنا بالجميع يسألوننا لماذا تحبون الإخوان؟». وأضاف: «مصر هى البلد الإسلامى الأكبر ولديها الأزهر الذى يمثل مرجعية للعالم الإسلامى وكذلك الكنيسة المصرية هى مرجعية دينية لقطاعات كبرى من مسيحيى الشرق، والآن يتعرض المسيحيون فى مصر لمهازل على يد الإسلاميين». وأشار إلى أن الوفد لم يتمكن من لقاء شخصيات من الإخوان، وإن كان قد لفت نظرهم كثرة رسوم الجرافيتى المؤيدة لمحمد مرسى والإخوان فى شوارع القاهرة والتى تعكس أن للإخوان مؤيدين كثيرين فى مصر». وقال خبير الإرهاب الدولى سيبستيان جوركا إن الأمريكيين لو كانوا يعرفون فكر حسن البنا وسيد قطب لأدركوا أن المصريين بثورتهم الثانية قد أنقذوا أمريكا. وأضاف أن «المصريين جمعوا ملايين التوقيعات لرفض حكم مرسى قبل أن ينزلوا إلى الشوارع وأعدادهم تم تقديرها عبر جوجل إيرث فى حين أننا رأينا فيديوهات لإحدى الفضائيات تدعى أن الملايين يناصرون مرسى فى أحد الميادين ونظر السكان من بيوتهم وصوروا الميدان وهو شبه خال». وتابع: «استمعنا خلال الزيارة إلى كلمة لافتة وهى لو أن مليون أمريكى نزلوا إلى الشارع ليعربوا عن رفضهم كيف سيكون الموقف فى واشنطن، والسيسى قالها لنا بوضوح: ماذا كنتم تنتظرون من الجيش المصرى؟ الجيش لم يكن ليسمح بحرب أهلية فى مصر. وكذلك قال الناس لنا إن الإخوان لم يعملوا لصالحهم بل كانت كل قراراتهم لخدمة هدف واحد وهو حماية الجماعة، وهناك قناعة تامة فى الشارع المصرى بأن أمريكا تدعم الإخوان، ورأينا مثل هذه العبارات مكتوبة بالإنجليزية فى شوارع القاهرة وفى مطار القاهرة، وتحدث لنا المصريون وقالوا: نحن نحب أمريكا والشعب الأمريكى ولكنكم تدعمون الإرهاب فى بلدنا وهو ما نريد أن نفسره». وقال إن الفريق السيسى أكد أن الجيش لا يطمع فى حكم مصر، لكنه تحمّل مسئوليته فى حماية المصريين ولم يكن لينتظر أن يتقاتل المصريون أمامه، وإن السلطة ستُسلم لرئيس مدنى منتخب تحدده إرادة المصريين وفقاً لخارطة الطريق المعلنة.