قبل اليوم، لم يكن يعرفه أحد، وبعد أن حصد الميدالية الفضية في لعبة الشيش، التي لا يعرف قواعدها إلا القليل، بات اسمه على كل لسان، وصورته تُتداول على كل مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكتب البطل الشاب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" سوى 22 تغريدة فقط، هي كل عمره في التواصل مع الناس، هؤلاء الذين تتبعوه بغزارة عقب دخوله غمار المنافسات النهائية، ليصل متتبعوه في دقائق قليلة إلى نحو 7000 متتبع، يزدادون في غزارة. اللاعب المصري علاء الدين أبو القاسم، بطل اعتاد علي تحقيق البطولات المحلية والافريقية منذ نعومة أظافره، وفي عام 2008 حقق الميدالية البرونزية في سلاح الشيش في بطولة العالم للشباب وعمره لا يتجاوز الثامنة عشرة، ووضع علاء نصب عينيه تحقيق الميدالية الذهبية والمركز الأول وهو ما وصل اليه في بطولة العالم للشباب في عام 2010، بأداء مبهر، استحق الاشادة من مسئولي الاتحاد الدولي وظهر ذلك علي موقع الاتحاد الدولي الذي عرض لحظات تتويج علاء السيد بالذهبية باعتباره أول لاعب إفريقي ومصري يحرز ميدالية ذهبية في بطولات العالم للسلاح. في حفل افتتاح أولمبياد لندن 2012، كتب في خزي "الناس هنا كلها بتنزل فخورة تستعرض اللبس بتاعها وإحنا بعد الفضيحة إزاي هننزل فخورين باللبس بتاعنا". وحين رفض أحد متتبعيه انتقاده لمصر، رد عليه بأن "الرداء يمثل كل مصري، وبمثابة فضيحة أن يتحدث كل العالم عن ملابس مزورة". "السلاح"، لعبة رياضية أوليمبية، دخلت مصر عام 1928، وليس لها أي تاريخ أوليمبي في مصر، ولم تحقق أي ميدالية سابقة في الأولمبياد، ليكون بطل مصر في سلاح الشيش علاء أبو القاسم صاحب أول ميدالية أوليمبية في تاريخ اللعبة. البطل المصري صاحب ال21 عاماً، عانى في عام 2010، من إهمال اللجنة الأوليمبية المصرية، التي استبعدته لفترة من مشروع البطل الأوليمبي، بحجة عدم تحقيقه ميدالية في بطولة العالم للكبار، إلا أنه سحق كل هذه الظروف، وتغلب عليها، إلى أن عاد بطلاً في أولمبياد لندن 2012. فرحة المصريين بالبطل تجاوزت كل الحدود، فالملايين يتابعون منافسات البطولة على أمل في سماع النشيد الوطني، رغم أن معظمهم لا يعرف شيئا عن لعبة سلاح الشيش وقواعدها، وإنما فقط يتابعون ابن بلدهم الذي رفع رأس مصر عاليا في محفل دولي محط أنظار العالم كله. علاء الدين، هذه المرة كان صاحب السلاح السحري، الذي حمل لمصر أول ميدالية في أولمبياد، كما حمل اللاعب الفرحة للعرب بثاني ميدالية عربية، بعد برونزية الرماية التي حققها البطل القطري، ناصر العطية. الآلاف الآن يكتبون له عبارات التهنئة، المعبرة عن سعادتهم برفع علم مصري على الأراضي الإنجليزية، وكتب له الفنان نبيل الحلفاوي على صفحته الخاصة: " نعرف أنك هزمت الأقوى من الصينى يابطل.. لكنها الإصابة.. ميداليتك الفضية هى فى نظرنا ذهبية.. علم مصر سيرتفع فوق منصة التتويج".