خاوية على عروشها، تقف محطة مصر، معزولة عما يحدث حولها، فلا مسافر يحث الخطى للِّحاق بقطاره، ولا عمال وموظفين يناقشون سوء أحوال البلاد الذى انعكس على حالهم، ولا متظاهرين قرروا قطع خطوط السكة الحديدية، وقبل كل هذا لا عائد يدخل الجيوب وينعش الاقتصاد ويفتح البيوت التى أغلقها وقف تسيير حركة القطارات لأجل غير مسمى منذ 14 أغسطس الماضى، ليلة فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، لدواعٍ أمنية. القرار قد يضير الراكب، لكن ما دامت توافرت وسائل نقل أخرى فإن ضرره يصبح أقل وطأة عليه من ذلك الذى اعتمد رزقه على تسيير القطار ذهاباً وإياباً، ليس السائق أو كمسارى التحصيل فحسب، ليس موظفو شباك التذاكر ولا النظّار وحدهم، لا الشيالون ولا عمال النظافة ولا الباعة الجائلون، كل هؤلاء مضارون، أضف إليهم فئات أخرى لا تعرف للراتب قيمة فى ظل اعتمادهم على الدخل الإضافى. حالهم متناقض؛ بين الرضا بالإجراءات الأمنية والحظر الذى أجلس معظمهم فى بيوتهم وبين الغضب من ضيق الحال الذى ألم بهم، هم بين الحالين يتراوحون، يقدمون حلولاً لأزمتهم، ويدركون أنها كلها بلا قيمة، وأن الحل الوحيد لهم هو عودة «صفَّر يا وابور». أخبار متعلقة : «خفير شاكوش»: المشى على القضبان 10 كيلو مترات يومياً فى «عز الحر» ورش الصيانة.. «السرقة فى عز الضهر» الخسائر: 200 مليون جنيه فى شهر ونصف.. ورئيس الهيئة يحذر من استمرار النزيف ضحايا وقف الحال يتحدثون: «إحنا اللى بندفع التمن» هنا محطة مصر الأرزاق «معطلة» حتى إشعار آخر