يقدم جناح الأزهر بمعرِض الإسكندرية الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "وسطية الإسلام"، بقلم دكتور محمد محمد المدني، وهو من إصدارات مركز الأزهر للترجمة، وتمت ترجمته إلى ثماني لغات، هي "الإسبانية، السواحلية، الإندونيسية، التركية، اليونانية، العبرية، الفارسية، البشتو". ويذكر المؤلف، بحسب بيان للأزهر، في مقدمة كتابه، أن الهدف الذي يرمى إليه الكتاب هو أن يقتنع القارئ المسلم بأنه يعتنق أكمل الأديان وأعدلها، وأن مبادئ الدين وأحكامه ومُثله ومقاييسه هي المبادئ السليمة الكفيلة بإسعاد الفرد والمجتمع، وأن يقتنع القارئ غير المسلم بهذا المعنى نفسه حتى لا يتصور الإسلام أنه دعوة تعصبية أو قاصرة عما يكُفل الحياة السعيدة للناس، وأن يعرف أن ما جاء به الإسلام إنما هو برنامج عمل إصلاحي للبشرية كافة، وأنه ينظر إلى مخالفيه نظرة قوامها التسامح والبر، وليس كما يصوره أعداؤه دينًا هجومياً اغتياليًا، أو هادمًا مدمرًا. ويقدم دكتور المدني تعريفًا للوسطية ومفهومها في ضوء القران الكريم والسنة النبوية، مستعرضًا مظاهر الوسطية في الإسلام، والمزاوجة في طبيعة الإنسان بين الروح والجسد وفي الاعتراف بفطرة الإنسان وميوله وعواطفه، كما يشير المؤلف إلى تجلى منهج الوسطية في اللباس والزينة والطعام و الشراب والطيبات من الرزق، ففي إنفاق المال لا إسراف ولا تقتير، وفي مجال العبادة طلب الإسلام القصد والاعتدال فلا غلو وإهمال. ويشير دكتور المدني إلى أن القرآن الكريم يؤكد في العديد من آياته بأنه لا يريد العنت بالعباد، وأنه مع رفع الحرج عن الناس ولذلك كانت أوامره وتكاليفه مقيدة بالإستطاعة. وتأتي مشاركة الأزهر في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب انطلاقًا من رسالة الأزهر في نشر ثقافة التعايش والسلام ومواجهة الفكر المتطرف والتأكيد على قيم المواطنة والحوار والاندماج الإيجابي. ويقع جناح الأزهر الشريف بجانب القبة السماوية، بمكتبة الإسكندرية.