سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. مصطفى نوارج: أنصار المعزول قذفونى بالكراسى والأحذية على المنبر.. ودنسوا قدسية المسجد بأقدامهم خطيب «الرحمن الرحيم» ل«الوطن»: دعوت إلى نبذ العنف وحمل السلاح فهددنى الإخوان بالقتل
قال الدكتور مصطفى نوارج، إمام وخطيب وزارة الأوقاف، الذى ألقى خطبة الجمعة الماضية بمسجد الرحمن الرحيم فى مدينة نصر، إن الإخوان اعتدوا عليه بالسب والقذف ورمى الأحذية والكراسى، وحاولوا الفتك به وهو على المنبر، وهددوه بالقتل، لمجرد أنه دعا إلى حمل راية التسامح ونبذ العنف وحمل السلاح. وأضاف، فى حواره ل«الوطن»، أن الاعتداء الذى تعرض له يؤكد أن الإخوان جماعة دموية تؤيد العنف وحمل السلاح. لافتاً إلى أنهم داسوا على قدسية المسجد بأقدامهم، كما أنهم متعصبون ومنحرفون فكرياً. ■ احكِ لنا تفاصيل ما تعرضت له فى مسجد الرحمن الرحيم؟ — أنا توجهت إلى المسجد بتكليف من وزارة الأوقاف لأداء خطبة الجمعة الماضية، وكان عنوان الخطبة «التسامح عنوان التدين الصحيح»، وبدأت الخطبة مستشهداً بالآيات والأحاديث وبعض المواقف من حياة النبى (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام التى تدعو إلى التسامح، إلى أن وصلت إلى آخر فكرة فى الموضوع وأردت تلخيصها للمستمع، فجاء ملخصها هكذا: «إننا يجب علينا جميعاً أن نرفع راية التسامح والرحمة حتى نكون دعاة إلى الله على طريق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا يجوز لنا أن نرفع راية السلاح والعنف وندعى بذلك أننا نحمل لواء الإسلام ونطبق شرع الله». ■ كلامك عن ضرورة نبذ العنف وحمل السلاح هو الذى دفعهم إلى الاعتداء عليك داخل المسجد؟ — نعم، بمجرد أن نطقت كلمة «السلاح والعنف» سمعت شخصاً يصيح فى وسط المسجد فى نهاية الخطبة الثانية بعد مرور 35 دقيقة، قائلاً: «سلاح إيه؟ من قال لك إن هناك سلاح»، وقبل أن يكمل هذا الشخص عبارته كان هناك مئات الأشخاص يصيحون ويهتفون: «حسبى الله ونعم الوكيل! من الذى أرسلك لتقول هذا الكلام؟ كم دفعوا لك لتقول هذا الكلام، كم قبضت؟ يا ظالم، يا كافر، أين حق الشهداء؟». ■ كيف تطور الأمر بعد ذلك؟ — للأسف صعد إلى المنبر شخص بلحية وجلباب، فأخذ بتلابيب ثيابى وجذبنى لإنزالى، فسقطت عمامتى أسفل المنبر، ثم صعد شخص حاملاً العمامة فوضعها على رأسى، ثم دفع هذا الشخص عن المنبر، ثم أشرت للمؤذن بأن يقيم الصلاة، فأقام الصلاة وأنا محبوس فوق المنبر وبابه مغلق ويقف خلفه نحو خمسة أشخاص يحاولون حمايتى، وفى هذا الوقت وقد أقيمت الصلاة كان هناك ما لا يقل -وبلا مبالغة- عن ألف شخص من أنصار الرئيس المعزول قد التفوا حول المنبر يهددونى بالقتل والتقطيع ويقذفون بالكراسى والأحذية علىّ وأنا فوق المنبر. ■ وهل هذه سلوكيات مسلمين؟ — هم ناس يعتدون على الإسلام ويسيئون إليه بسلوكياتهم، وتؤكد أنهم جماعة دموية تؤيد العنف وحمل السلاح، وما حدث فى مسجد الرحمن الرحيم دليل على أنهم ليس عندهم أى قدسية لأى شىء فى الإسلام، فالمسجد داسوا على قدسيته وحرمته بأحذيتهم، وللأسف على أيدى هؤلاء تداس تعاليم الدين بالأقدام، فهم يتخذون من الإسلام «سبُّوبة» وسلعة، وليس لديهم صدق فيما يقولون، كما أنهم منحرفون فكرياً ومتعصبون، ويعانون من مشاكل نفسية كثيرة. ■ قيل إنك لم تُصلِّ الجمعة بالمسجد؟ — لا، دخل الناس فى صلاة الجمعة وأنا لا أستطيع النزول، نظراً لوجود ألف شخص رفضوا أن يصلوا الجمعة مع المسلمين، لأن ما يشغلهم وما يريدون هو كيف يصلون إلىّ ليأخذوا بثأر الشهداء منى ويقتلونى ويقطِّعونى داخل المسجد وأثناء صلاة الجمعة وفوق المنبر، وأنا شخص أعزل أرتدى الزى الأزهرى، ودامت علاقتى بهم 35 دقيقة أقرأ عليهم القرآن وأسمعهم حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولكن شيئاً من هذا كله لم يشفع لى عندهم. وبعد دقائق قليلة من دخول الإمام فى الصلاة تمكن مجموعة من الناس من عمل حاجز بين هؤلاء الإخوان وبين أقرب حجرة للمنبر فى المسجد، وهى تبعد عن المنبر بنحو 6 أمتار لأنزل على كرسى وضعوه بجوار المنبر لأدخل الحجرة، ونجوت من فتك هؤلاء المجرمين برحمة الله وفضله، وصليت الجمعة فى الحجرة مع عدد من أعضاء مجلس إدارة المسجد، ثم خرجت. ■ بمَ تصف هؤلاء؟ — هؤلاء يدعون أنهم حماة الإسلام ورافعو لوائه، وهم يرفعون راية الإرهاب والإجرام فى بيت الله، ويمنعون أداء شعيرة عظيمة فيه وهى شعيرة الجمعة. ■ هل قمت بتحرير محضر؟ — نعم، توجهت إلى قسم شرطة الوايلى لإثبات الحالة فى محضر، كما قمت بتحرير محضر إدارى للعمل، واتهمت أنصار الرئيس المعزول والتيارات الدينية بأنهم أهانوا قدسية المسجد، ومنعونى من أداء عملى، فضلاً عن السب والقذف اللذين تعرضت لهما، ومحاولة الفتك بى. ■ هل قصدت استفزازهم؟ — والله لم يحدث، وأنا أعلم أن الموقف حساس، وأردت تلطيف الجو بالتحدث عن العفو والتسامح، ولكن على رأى المثل: «اللى على راسه بطحة».