احتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم، ب«أحد السعف»، أو «أحد الشعانين»، وهو ذكرى دخول المسيح إلى القدس، كما أنه الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة، وسُمى «أحد السعف» أو الزيتونة، لأن أهالى القدس استقبلوا فيه المسيح بالسعف والزيتون المزيَّن، وفرشوا ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحت قدميه. وتمكنت قوات الأمن من إحباط هجوم إرهابى على كنائس قنا أمس بالتزامن مع الاحتفالات، وقالت مصادر أمنية إن «قطاع الأمن الوطنى بقنا تمكّن من ضبط أحد العناصر الإرهابية قبل تنفيذه مخطط تفجير إحدى الكنائس بمركز نجع حمادى شمال المحافظة، أثناء احتفال الأقباط بأحد الشعانين». وأضافت المصادر، التى رفضت كشف هويتها، أن «معلومات وردت لقطاع الأمن تفيد بتجهيز شخص يُدعى (محمد. ص) مواد متفجرة للتخطيط لتفجير إحدى الكنائس بدائرة مركز نجع حمادى أثناء الاحتفالات، مشيرة إلى أن العنصر الإرهابى المضبوط من مواليد محافظة السويس، ومطلوب على ذمة قضايا أخرى، مشيرة إلى أن «قطاع الأمن الوطنى رصد عدة مكالمات حول اعتزامه شن عمليات إرهابية، والارتباط بعلاقة مع مجموعات إرهابية مقيمة فى منطقة الفرافرة بالوادى الجديد». وأقامت الكنائس فى الإيبارشيات قداسات الصلاة برئاسة الأساقفة والكهنة، فيما ترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس العيد فى كنيسة العذراء ومارينا بمارينا، فى الساحل الشمالى، بدلاً من الكنيسة المرقسية التى ترأس فيها العيد العام الماضى وتعرّض خلالها لمحاولة اغتيال. الكنيسة الأرثوذكسية تُحيى ذكرى شهداء تفجيرَى «المرقسية ومارجرجس».. و«تواضروس»: يصلون عنا فى السماء وشارك الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة، والأنبا بافلى، الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه بالإسكندرية، البابا صلاة القداس الذى شهد مشاركة شعبية كبيرة امتلأت بهم الكنيسة الفسيحة، حيث صلى البابا دورة الشعانين ممسكاً بيده صليب يد مشغولاً من سعف النخيل، حيث طاف موكب الدورة أرجاء الكنيسة وفى مقدمته صليب كبير مصنوع أيضاً من السعف، وقرئت أناجيل الدورة ال12 بينما الشمامسة يصلون الألحان بالطريقة الشعانينى. وهنّأ البابا الأقباط بالمناسبة، مشيراً خلال كلمته إلى شهداء أحد الشعانين بطنطاوالإسكندرية الذين استشهدوا فى مثل هذا الوقت من العام الماضى، وقال البابا: «نفرح جميعاً فى هذا اليوم ونتذكر شهداء يوم أحد السعف فى العام الماضى فى الإسكندريةوطنطا، نذكرهم جميعاً بالخير، وهم يصلون عنا فى السماء التى ذهبوا إليها». وأحيت الكنيسة، اليوم، الذكرى السنوية الأولى لتفجيرَى كنيستَى «المرقسية» بالإسكندرية، و«مارجرجس» بطنطا، اللذين وقعا العام الماضى بالتزامن مع احتفالات الأقباط بتلك المناسبة وأسفرا عن سقوط 29 شهيداً وإصابة 76 فى «مارجرجس» كلهم من الأقباط، وسقوط 17 شهيدا وإصابة 48 آخرين، نصفهم من المسلمين والنصف الأخر من الأقباط. وأقيمت قداسات العيد هذا العام فى نفس الكنيستين بحضور أسر الشهداء والمصابين، حيث ترأس الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، القداس داخل كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، التى شهدت التفجير الانتحارى العام الماضى.وشهدت الكنائس إجراءات أمنية مشدّدة، خشية وقوع أعمال إرهابية، فيما أقامت الكنائس الأرثوذكسية، ظهر اليوم، بعد انتهاء الاحتفال بأحد السعف، صلوات طقس التجنيز العام الذى يرمز إلى بدء «أسبوع الآلام»، حسب الاعتقاد المسيحى. وأقيمت الاحتفالات بتلك المناسبات الدينية فى كافة محافظات الجمهورية، والتى ترأسها الأساقفة والكهنة وسط إجراءات أمنية مشددة، ففى أسيوط، ترأس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط وتوابعها، القداس بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل، وفى الفيوم ترأس الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، قداس عيد أحد السعف بإحدى كنائس المدينة، وفى الإسكندرية قال اللواء مصطفى النمر، مدير الأمن، إنه تمت إزالة المركبات المتروكة منذ فترة أمام جميع الكنائس والمنشآت الهامة والسياحية خشية استخدامها فى أى أعمال إرهابية، أما فى جنوبسيناء فأكد اللواء طارق مجاهد، مدير الأمن، أنه تم التنبيه على قوات الأمن بعدم السماح بأى تجمهر أو تجمعات من قبَل المواطنين، سواء قبل الاحتفال أو بعده، وفى الدقهلية انتشر باعة السعف بالقرب من الكنائس والأديرة، وفى الطرقات العامة، التى أقبل عليها الأقباط لشرائها وصنع صلبان وأطواق وخواتم منها. من ناحية أخرى أيدت محكمة النقض اليوم الأحد حكم الإعدام الصادر بحق المتهم عادل عسلية، قاتل صاحب محمصة الإسكندرية، وقال مصدر قضائى «إن حكم إعدام المتهم أصبح نهائياً باتاً واجب النفاذ غير قابل للطعن عليه أمام أى جهة قضائية». ورفضت محكمة النقض فى جلستها المنعقدة اليوم طعن المحكوم عليه، الذى تقدم به عقب صدور حكم محكمة جنايات الإسكندرية بإعدامه لاتهامه بقتل المجنى عليه يوسف لمعى.
