شهد النصف الأخير من شهر يوليو الجاري تزايد معدل الاعتداءات التي طالت أفراد الشرطة أثناء قيامهم بالخدمة الوظيفية؛ حيث وقعت خمس اعتداءات على أفراد وضباط وزارة الداخلية بداية من تعدي عاطلين يستقلان دراجة بخارية دون لوحة معدنية على أفراد كمين مروري وصولًا لاختطاف أمين شرطة بمباحث مركز قنا. بداية الاعتداءات كانت بتاريخ 11/7/2012 بتعدي "ع. ن. أ"، "ي. ج. م"، عاطلين، بالسب والقذف على الرائد وسام خالد حال استيقافهما بميدان الساعة وسؤالهما عن رخصة قيادة دراجة بخارية كانا يستقلانها دون لوحة معدنية، وعند تدخل محمود وحيد أمين شرطة مزقا ملابسه واعتديا عليه بالضرب وحرر بحق الأول محضر رقم 7528 جنح قسم قنا. فيما تعدى 7 من الباعة الجائلين الخميس 19/7/2012 على أفراد حملة أمنية شنتها أجهزة الأمن لرفع إشغالات وتعديات الباعة الجائلين على شوارع مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا ونجحت الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض عليهم، فضلًا عن قيام "و. أ. ع. س" بائع متجول بتاريخ 21/7/2012 بإشهار سلاح أبيض في مواجهة حملة قسم شرطة مرافق قنا والتعدي وتمزيق ملابس صلاح قاسم عيسى 41 سنة رقيب شرطة بقسم شرطة مرافق قنا. ولم يقتصر الاعتداء على أفراد الشرطة فحسب، بل قامت عصابة مسلحة يتزعمها "م. ح. س" باختطاف ناصر أبو القاسم جاد الكريم أمين شرطة مباحث مركز قنا بتاريخ 23 يوليو الماضي لخلاف نشب بين أقارب المختطف، وأقارب الخاطف يتمثل في قيام أهالي الأول ببيع قطعة أرض بطريق سفاجا- قنا لأكثر من شخص على الرغم من قيامهم ببيعها لأقارب الخاطف والحصول على ثمنها، وهو ما دفع الخاطف لاختطاف "ناصر" للحصول على أموال عائلته واستعادت الأجهزة الأمنية "ناصر" فجر 24 يوليو بعد محاصرة أحد أوكار تجارة المخدرات والسلاح بقرية الحجيرات التابعة لمركز قنا. كما قام "م. ر. ر" سائق "سرفيس" صباح أمس السبت بتمزيق ملابس أنس منصور ضابط بإدارة مرور قنا والتعدي عليه بالسب والقذف أثناء طلبه رخصة القيادة بالقرب من كورنيش النيل. وفي سياق متصل، أشار أشرف حكيم فارس أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب بقنا، لارتباط ازدياد حالات التعدي على ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية بقنا، إلى ارتفاع درجات الحرارة مما يعزز السلوك العدواني لدى الأشخاص القابلين لذلك بجانب سطوة ما وصفهم ب"الناس اللي مش عايزة الأمن يرجع" على الشارع من خلال سلوكيات مخالفة للقانون واعتيادهم عليها ورفضهم لتطبيق أفراد الشرطة لدولة القانون، وهو ما يدفعهم إلى الاعتداء عليهم إضافة إلى سقوط هيبة الشرطة ورهبتها وتعاظم نفوذ تجار السلاح والمخدرات بعد غياب الأولى عن مداهمة أوكار المجرمين وردع جرائمهم. واستنكر فارس اكتفاء الأجهزة الأمنية باسترجاع أمين الشرطة المختطف دون شن حملة ضخمة لاستهداف معاقل الإجرام بمحافظة قنا، وبرهنة وجود أنياب لأجهزة الأمن تمكنها من كبح نفوذ المجرمين في أقل من أسبوع على سبيل المثال، لافتا إلى أن تزايد حالات التعدي وصولًا لاختطاف أمين شرطة يجعل احتمالات اختطاف ضابط صغير وصولًا بمدير أمن تبقى واردة. وحذر فارس من تداعيات تزايد حالات التعدي على أفراد الأمن بقنا وإمكانية تزايد معدلات العنف تجاههم واستهدافهم بالأماكن العامة بالتعدي اللفظي وخطورة تأثير ذلك على تردي الأوضاع الأمنية بالمحافظة.