تصاعد الخلاف بين الجبهة الوطنية التى ساندت الرئيس محمد مرسى قبل تنصيبه رئيساً للبلاد، وبين جماعة الإخوان المسلمين، وقالت «الجبهة» إن مسار «مرسى» لم يكن موفقاً خلال شهر منذ توليه السلطة، وأنه تعثر فى تنفيذ الوعود ال6، التى قطعها على نفسه، كما رفض الاجتماع مع الجبهة طيلة الفترة الماضية بحجة انشغاله. وكشفت الجبهة، فى مؤتمر صحفى عقدته أمس، بساقية الصاوى، عن تحذيرها «مرسى»، فى الفترة الماضية، من سيطرة الإخوان على مقاليد السلطة، مؤكدة أنها كانت وستظل ضميراً وطنياً يراقب ويحاسب وتنتمى للتيار المدنى، فى مواجهة الاستبداد باسم الدين أو هيمنة العسكر. وقالت الدكتورة هبة رؤوف، أستاذ العلوم السياسية والمتحدثة الإعلامية للجبهة، إن الدكتور مرسى جاء بشخصية تكنوقراط على رأس الحكومة، خلافاً لتعهداته بأن يرأس الوزراء شخصية وطنية مستقلة. وأعربت عن استيائها من تحول شكل الحكومة إلى «حزبية» لا هى مالت إلى معيار الكفاءة، ولا لمعيار التكنوقراط، وعدم وجود معايير واضحة لاختيار فريق مساعدى ومستشارى الرئيس. وأوضح الإعلامى حمدى قنديل، عضو الجبهة، أنه لم يتحقق شىء إلى الآن من وثيقة «التوافق الوطنى» منذ إعلانها فى 22 يونيو الماضى. من جانبه، رفض حزب «الحرية والعدالة» تهديدات سابقة للجبهة الوطنية بإمهالها الدكتور مرسى، 15 يوماً لتنفيذ وعوده، وقال المهندس أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا للحزب: «فكرة الضغط على الرئيس بالمؤتمرات لا تصب فى مصلحة البلد، لأنه مضغوط بما فيه الكفاية، ولا يصح أن تكون القوى الوطنية هى الأخرى أداة ضغط عليه». وأضاف رداً على مؤتمر الجبهة الوطنية، إن هذا يعد استباقاً للأحداث، ويفتح المجال للتساؤلات حول جدوى وتوقيت المؤتمر، فى الوقت الذى لم يتخذ فيه الرئيس أى قرار يخالف ما تم الاتفاق عليه فى اجتماعات الجبهة. وأكد الدكتور سعد عمارة، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، أن التأخير فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الجبهة، أمر له ما يبرره، فى ظل المشاورات التى يجريها الرئيس مع كل الأطراف.