أعلن قطاع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، مشاركته لأول مرة في معرض القاهرة الدولي في دورته الحادية والخمسين التي تقام خلال الفترة من 14 إلى 23 مارس الجاري بأرض المعارض بمدينة نصر، بمشاركة 23 دولة عربية وأجنبية، وذلك في الخيمة الخاصة بالسفارات. وقالت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، إن مصر الخير تشارك في المعرض بمنتجات السجاد التي نفذها الغارمين بمصانع أبيس للسجاد اليدوي، بمحافظة الإسكندرية، والتي أقامتها مؤسسة مصر الخير للغارمين، وكذلك منتجات سجن المنيا وأخميم، مشيرة إلى أن بيع تلك المنتجات مستمر في غير أوقات المعرض من خلال منافذ مؤسسة مصر الخير. وأوضحت أن قرية أبيس تعتبر من القرى التي تعاني من ظاهرة الغارمين، ولهذا تم البحث عن أكثر الحرف التي يمتاز بها أهالي القرية، ولهذا تم إنشاء مصانع للسجاد هناك، لإحياء هذه الصناعة من الاندثار. وأضافت أن الهدف من المشاركة في المعرض، هو تشجيع العاملين في مصانع "أبيس" من الأسر الأكثر احتياجا، فضلا عن التعاون مع العديد من الجهات والجامعات لتطوير الصناعة اليدوية والمحافظة على الهوية المصرية لتلك الصناعات التي يمكن أن تكون خير سفير لأياد مصرية ماهرة. وأوضحت أن مؤسسة مصر الخير تسعى لتحويل قرية أبيس إلى قرية نموذجية تكون قابلة للتكرار في كافة المحافظات بعد تغيير معالمها، من قرية فقيرة يعاني أهلها من الكثير من المشاكل الاجتماعية والصحية والتعليمية وارتفاع نسب البطالة والأمية وانتشار ظاهرة الغارمين، إلي قرية منتجة تتمتع بكافة الخدمات. وأشارت سهير عرض إلى أن برنامج الغارمين أقام مصانع لإنتاج السجاد اليدوي بقرية أبيس، لإحياء هذه الصناعة التي كانت قاربت على الاندثار، موضحة أن برنامج الغارمين اختار العمل في هذا المجال لسببين الأول هو إعادة مصر إلى سابق عهدها في صناعة السجاد اليدوي التي قاربت علي الاندثار، والثاني حيث إن هذه الصناعة تعتبر من الصناعات كثيفة العمالة فتستوعب أكبر عدد من الغارمين للعمل بها. وأوضحت أن برنامج الغارمين نجح في فك كرب وإخراج نحو 51 ألف غارم وغارمة منذ بداية عمل المشروع قبل 8 سنوات، مضيفة أن الأهم من خروج الغارمين توفير دخل ثابت لهم من خلال توفير فرص عمل أو تعليمهم حرفة أو مهارة تدير لهم دخلًا كريمًا حتى لا يضطروا للاستدانة مرة أخرى ومن ثم يعودا إلى السجن، وذلك لحل المشكلة من جذورها، مشيرة إلى أنه إذا تم توفير فرص عمل لكل المحتاجين ستصبح مصر بدون غارمين. وأكدت سهير عوض أن المؤسسة تعمل في 43 سجنا على مستوي الجمهورية، مشيرة إلى أن المؤسسة لا ينتهي دورها بفك كرب الغارمين فقط حيث يتم تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم في محاولة لإنقاذ حياتهم وجعلهم عناصر فعالة منتجة في المجتمع من خلال إقامة مشروعات صغيرة. وأوضحت أن الغارم هو كل شخص عليه ديون ولا يستطيع سدادها نظرا لظروفه المالية، مضيفة أن هناك نوعين من الغارمين تستهدفهما المؤسسة الأولى من هم داخل السجون بالفعل والثاني من هم صدر ضدهم أحكام نهائية واجبة النفاذ ولا يستطيعون السداد، لأنهم يلجاون للهروب وترك أسرهم وذويهم دون عائل لهم خوفا من القبض عليهم، مما يعرض تلك الأسر للتشرد في الشوارع ليل نهار، كما يحدث لهم ما لا يحمد عقباه. وأشارت مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير إلى أن هناك الآلاف داخل السجون المصرية يقبعون خلف القضبان بسبب عجزهم عن سداد الديون التي تراكمت عليهم نتيجة شراء أجهزة منزلية أو غيرها بمبالغ قليلة. وأوضحت أن المشروع كان يعطي أولوية لمن هم داخل السجون ولكن بعد فترة من العمل وجدوا أن أعداد المسجونين لا تقل بسبب أن هناك العديد يدخلون من الباب الآخر للسجن، موضحة أن هدفهم القضاء على هذه الظاهرة لهذا عملوا علي إنقاذ المهددين بالسجن من دخوله وحمايتهم وحماية أسرهم من التشرد، مشيرة إلى وجود بعد آخر مهم وهو توفير تكاليف سجن هؤلاء الإفراد على الدولة حيث إن المسجون الواحد يكلف الدولة 2000 جنيه شهريا.