تفقد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، يرافقه اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، واللواء هشام أبوسنة رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، أعمال مشروع تجميع البيانات الجيوفيزيقية بالمياه الاقتصادية المصرية في البحر الأحمر، والذي تنفذه تحالف شركتي "ويسترن جيكو - شلمبرجير" وتي جي إس باستثمارات بلغت 750 مليون دولار. وأكد "الملا"، في بيان اليوم، أهمية المشروع في جذب شركات البحث والاستكشاف العالمية، لتحقيق اكتشافات جديدة تسهم في زيادة الاحتياطيات المؤكدة، وإنتاج مصر من الثروات البترولية، حيث سيتيح الفرصة للحصول على بيانات أكثر وضوحا للتراكيب الجيولوجية العميقة والأحواض الترسيبية والمكامن البترولية المحتملة بتلك المناطق، لبدء النشاط البترولي في هذه المنطقة التي لم تشهد نشاطا بتروليا من قبل باستثناء خليج السويس. وستتمكن شركة جنوب الوادي القابضة للبترول من طرح مزايدات عالمية للبحث عن الثروات البترولية، واستغلالها في المياه الاقتصادية المصرية بالبحر الأحمر، وهو ما لم يكن ممكنا دون ترسيم الحدود البحرية في البحر الأحمر مع المملكة العربية السعودية الشقيقة. وأوضح الوزير، خلال الزيارة التي حضرها المهندس محمد مؤنس وكيل أول الوزارة لشؤون الغاز والجيولوجي أشرف فرج وكيل الوزارة للاتفاقيات والاستكشاف، أنه فور الانتهاء من معالجة البيانات الجديدة للمشروع ستطرح مزايدة عالمية متضمنة قطاعات جديدة في البحر الأحمر قبل نهاية العام الجاري بعد منح شركات البحث العالمية فرصة للاطلاع على البيانات الجديدة، وتقييمها لتلك القطاعات. وخلال الزيارة، استمع وزير البترول ومرافقيه إلى عرض توضيحي من المهندس محمد شيمي رئيس شركة جنوب الوادي القابضة للبترول حول موقف تنفيذ المشروع، حيث أوضح أن المشروع يهدف إلى تجميع بيانات جيوفيزيقية متكاملة تتضمن مسح سيزمي ثنائي الأبعاد إلزامي بمجموع أطوال 10 آلاف كيلومتر، وبرنامج مخطط يتضمن مسح سيزمي ثنائي الأبعاد إضافي، ومسح سيزمي ثلاثي الأبعاد لمساحة البحر الأحمر بالكامل بالتزامن مع مسح تثاقلي وجاذبي بحري، بالإضافة إلى إعادة معالجة لكل البيانات الحالية وإجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيقية. وأشار إلى أنه على الرغم من وجود العديد من الصعوبات في تكوين صور واضحة للتراكيب تحت السطحية بالبحر الأحمر، نظرًا لوجود طبقات هائلة من الملح والتي يصل سمكها إلى 3 كم، إضافة إلى صعوبة ووعورة تضاريس قاع البحر، إلا أن التقنيات الحديثة من خلال تقديم حلول متطورة، استطاعت التغلب على تلك الصعوبات، أهمها استخدام كابلات يتراوح طولها بين 10 - 12 كيلومتر، واستخدام أحدث التقنيات لتسجيل الموجات الصوتية ولفترة زمنية كافية لتسجيل صور تحت سطحية بعمق يزيد على 20 كيلو مترا. وقال إن شركة جنوب الوادي قدّمت كل الأعمال والجهود المطلوبة لتبكير البدء في تنفيذ المشروع، والذي كان مخطط البدء في العمليات خلال 18 شهرا منذ تاريخ التعاقد في 19 يوليو 2017، وإن الشركة نجحت في الحصول على كل الموافقات والتصاريح المطلوبة من الجهات المعنية وأعدت دراسات بيئية قبل بدء العمليات، وأنها انتهت بتنفيذ مجموعة من الإجراءات والشروط وفقا للمعايير البيئية في مجال المحافظة على البيئة، وهو ما تم الالتزام به في أثناء تنفيذ المشروع حفاظا على البيئة الفريدة التي يتمتع بها البحر الأحمر، وهو ما ترتب عليه تحريك المركب قبل الموعد المخطط بما يزيد على عام كامل. ووصل المركب المتخصص بهذه الأعمال إلى ميناء سفاجا في 12 ديسمبر 2017، وبدأ عمليات المسح السيزمي، خلال أسبوع من وصوله، وخلال الشهور الماضية استمر العمل على مدار الساعة بمعدلات غير مسبوقة على الرغم من التحديات، وبلغ ما جُمع من بيانات نحو 9500 كيلومتر من إجمالي 10 آلاف كيلومتر المحددة بنسبة 95% من المخطط. وأضاف أنه من المتوقع انتهاء عمليات تجميع البيانات في نهاية الشهر الجاري، وطبقا للمخطط العام للمشروع فإن مرحلة معالجة البيانات الجديدة ستبدأ فور الانتهاء من تجميعها، على أن تنتهي في نهاية الربع الثالث من العام الحالي، مشيرا إلى أنه خلال الفترة الماضية تم عقد العديد من ورش العمل لدعم المشروع والترويج له لجذب اهتمام شركات البحث العالمية للمشاركة فيه وذلك من خلال التنسيق ودعم وزارة البترول، وهو ما نتج عنه مشاركة عدد من أكبر شركات البحث العالمية، وتعاقدها للحصول على البيانات الجديدة، وسيستمر الترويج للمشروع والتسويق للبيانات خلال المرحلة المقبلة من خلال المشاركة فى عدد من المؤتمرات والأحداث العالمية المهتمة بصناعة البترول.ومن جانبه قال محافظ البحر الأحمر بأن هذا المشروع سيحدث تغييراً جوهرياً في الخريطة الاستثمارية في منطقة البحر الأحمر، وسيفتح أفاقاً جديدة لإقامة صناعات مختلفة مرتبطة بالأنشطة البترولية، وهو ما يساهم في التنمية المستدامة الشاملة بتلك المناطق فضلاً عن توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة.