كلنا يعرف أن كلمة جهة سيادية لا تنطبق سوى على جهات يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، وأنه من المفترض ألا تتقاطع هذه الجهات السيادية، بل تعمل فى تناغم، وتتكامل من أجل الوطن، لكن كلنا يعرف أن آفة هذا الوطن هو الغباء، وأن هذه الآفة موجودة فى كل الجهات السيادية. يعنى مثلاً يا عزيزتى الجهة السيادية الغبية.. ما هو أول هدف يجب أن يكون على قائمة أولوياتك الآن؟؟ كلنا يعرف أنه ربما يكون أى شىء عدا الدخول فى معارك جانبية تافهة وفاشلة، ولذلك حين تأمرين أحد رجالك النافذين بأن يرسل للصحف ووسائل الإعلام، وثيقة مزورة للنيل من نشطاء سياسيين، فهذا اسمه غباء، ويليق بخناقات الحوارى، وليس بجهة سيادية حتى لو كانت غبية. حين تقفين يا عزيزتى الجهة السيادية الغبية خلف مروّجى الشائعات القذرة، ولقطاء الإعلام المصرى، و(صيّع) المحطات الفضائية، و(شراشيح) السياسة المصرية، لتقدمى نموذجاً فى الانحطاط يجعل الناس تكره (عظمة) ما شاركتِ به، لقذارة نتائجه، فهذا معناه أنك غبية، وأنك ستفقدين رصيدك ببطء ولكن بثقة، وأن نوفمبر القادم ربما لا يختلف عن نوفمبر من عامين، وما أدراكِ ما نوفمبر يا جهة يا سيادية يا غبية. حين تدعمين بذاءة اللسان وترفضين تطبيق القانون على محطة فضائية قذرة أو ضيف وضيع بذىء اللسان يشتم شتائم صريحة، لا لشىء إلا لأنك تستخدمينهم لتحقيق أهداف حقيرة فأنتِ -لا مؤاخذة- ماشية فى البطّال، ووجب علينا إنقاذك من نفسك، ولو بالنصيحة. يا عزيزتى الجهة السيادية الغبية.. الريحة فايحة وربنا، وعدد ممن تفرض طبيعة أعمالهم أن يعرفوا بالكواليس يضربون كفاً بكف بسبب هذا الغباء. المعركة ليست بين ثورة وثورة، ولا بين شعب وشعب، ولكن بين ناس تريد وطناً بحجم الحلم لطالما سمعنا عنه فى الحواديت الجميلة، وناس أخرى تريد وطناً تملكه ليكون على مقاسها وحدها هى ومؤيديها. الناس لم تخلع مرسى أبو دقن لتأتى ب(أمراس) من غير دقن، ولا رفضت «أخونة» الدولة، لتستبدلها ب«خَزْوَقة» الدولة، فلماذا لا تريدين أن تفهمى أننا نحلم ببلد على نظافة، ولو كانت حتى طوب أحمر وحلوق، فسنقوم بتمحيرها وتشطيبها كما نحلم بها، وليس كما تريدون لها أن تكون. لماذا لا تريدون أن تفهموا أننا نريد وطناً خالياً من المدعين والأغبياء والفاسدين والحرامية والأفاقين والمزايدين والمخبرين ومحتكرى الحقيقة المطلقة، والمتاجرين بأحلامنا، وتجار أسواق النخاسة، ولحّاسين الجزم والمرتزقة والإعلاميين «النُص لبّة» وضيوفهم «النُص نعل»، وأى ضابط فاسد، وأى خيال فقير معدوم. هل يعجبكم الخازوق إلى هذه الدرجة؟؟ يا عزيزتى الجهة السيادية الغبية.. نحن لن نجلس على نفس الخازوق، حتى لو أعجبك الخازوق نفسه، هنيئاً لكِ به، ولكن صدقينى نحن لم ندمنه مثلك ومثل دراويشك، ولن نفعل أبداً. عزيزتى الجهة السيادية الغبية.. خدى كورسات.. بلاش.. سافرى بعثة. روحى غيرى (جو).. اتجوّزى حد تانى غير البلد دى.. أو ابحثى عن خازوق آخر. عزيزتى الجهة السيادية الغبية.. اتقى الله فينا واعملى من أجل بلدنا. هذه نصيحة لم تخيّب والله.. وجهتها من قبل لكل من سبقك، ولم يعملوا بها، وانتِ عارفة أين ذهبوا. يومك زى نيتك.