«مصطفى النحاس» أطلق الاسم على شارع شهير فى شرق القاهرة، تكريما لرجل عظيم، خط التاريخ اسمه بحروف من نور فى قلب صفحاته، بينما تناساه المصريون حتى ذكرتهم به محاولة اغتيال وزير الداخلية، فى شارع «مصطفى باشا النحاس»، ثمة علاقة تاريخية ربطت أضلع المثلث «مصطفى النحاس والإخوان والداخلية»، حين وصفه حسن البنا، فى أحد مقالاته بجريدة الإخوان المسلمين، بأنه «أكبر زعيم عرفه الشرق وعرف فيه الجميع سلامة الدين وصدق اليقين»، لم يمنع مدح البنا للنحاس وقتها من أن يلومه على تصريحاته لوكالة «الأناضول التركية التلغرافية» التى أشاد فيها بما فعله أتاتورك من تطوير وتغيير فى الدولة التركية. رغم المودة الظاهرة فى خطاب البنا لمصطفى باشا النحاس، زعيم الوفد حينها، فإنه لا يخفى على أحد أن الإخوان كانوا سلاح القصر فى محاربة النفوذ الوفدى لدى قطاعات الشعب العريضة، كما يصف الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى، الذى يؤكد أن حسن البنا «مؤسس الإخوان» لم يكن سوى سلاح للقصر فى ظهر «النحاس»، حيث أجاد الإخوان لعب هذا الدور، خاصة فى الجامعات، محاولات اغتيال مصطفى النحاس عديدة، أشهرها تلك «السيارة المفخخة» أسفل منزله، والتى طالت شظاياها نموسية غرفة نومه دون أن تصيبه بأذى. الرجل الحديدى فى حكومة النحاس كان «فؤاد باشا سراج الدين» أقوى وزير داخلية عرفته مصر فى عهد الملكية، والذى لم يتعرض لأى من محاولات الاغتيال، بينما كان منقذا للنحاس من أغلبها، لم يسر على خطاه الوزير محمد إبراهيم، فاستطاع الإخوان الوصول إليه فى عقر «داره ودارهم»، بحسب عيسى، الذى وصف مدينة نصر «بمستعمرة إخوانية»، تلك المدينة التى ربما اختارها الإخوان، تيمنا باسمها، مكانا لسكنهم وموقعا لاعتصامهم ومأوى لهروبهم، بينما اختارها رجال الشرطة مجبرين، فقد نُفذت وصُممت لتكون «مدينة للظباط»، شرطة وجيش، ولهذا السبب جمعت بين جنباتها مواقع عسكرية وشرطية عدة، فانطبق على الإخوان ذلك المثل القائل «لما الحرامى يستخبى يسكن فوق القسم»، بحسب عيسى.