سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهود عيان يروون ل« » تفاصيل الجريمة وساعات «الرعب والدم» فى مدينة نصر صاحب كشك: حملت 8 جثث تناثرت أشلاؤها على قضبان المترو.. منهم سيدتان إحداهما أفريقية
روى شهود عيان ل«الوطن» لحظات وقوع محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، قال أحمد محمد، صاحب كشك يقع على ناصية شارع مصطفى النحاس فى محيط الحادث وشاهد عيان، إنه كان موجوداً داخل الكشك حين سمع صوت انفجار مدوٍ من مسافة قريبة، فخرج مسرعاً ووجد عدداً كبيراً من الأهالى يهرولون فى ذعر شديد باتجاه منزل الوزير الذى يبعد حوالى 20 متراً عن الكشك. وأضاف «أحمد» أنه فوجئ بوجود جثث وأشلاء متناثرة على قضبان المترو وأمام منزل الوزير، فيما تفحمت واجهة المنزل ومحل مجاور للملابس، مشيراً إلى أنه بمجرد تجمع الأهالى فى مكان الانفجار، سمعوا دوى إطلاق نار كثيف فى الهواء وعلموا أنه صادر من بعض أفراد حراسة منزل الوزير. وأوضح «أحمد» أنه حمل مع آخرين تجمعوا فى مكان الحادث الإرهابى 8 جثث تناثرت أشلاؤها على شريط المترو منهم سيدتان إحداهما يبدو من لون بشرتها الأسمر وملابسها أنها من دولة أفريقية. ومن جانبها، قالت السيدة ابتسام شحاتة، حارسة عقار مجاور لمنزل وزير الداخلية، إنها كانت تقوم بأعمال النظافة فى العقار، حينما سمعت صوت انفجار شديد فى الخارج فخرجت مسرعة ومذعورة مع بعض السكان الذين ظنوا أن العقار ينهار، ولكنهم وجدوا أعداداً كبيرة من المواطنين يجرون ناحية «نار شديدة» علت ألسنتها بجوار العقار الذى يسكنه الوزير، وشاهدت سيارات موكب الوزير تمر بسرعة كبيرة لتبتعد عن مكان الحادث، مشيرة إلى أنها رأت أيضاً النار وقد اشتعلت فى عدد كبير من السيارات القريبة من موقع الحادث، وحاول الأهالى إطفاءها، وحملوا بعض رجال الشرطة الغارقين فى دمائهم، منهم واحد بُترت ساقه تماماً وانفصلت عن جسده. فيما قال محمد محمود جودة، عامل بإحدى شركات الشحن والنقل فى شارع مصطفى النحاس، إنه شاهد عقب وقوع الانفجار عدداً كبيراً من المواطنين الذين كانوا يمرون بالشارع وقد نزفت دماؤهم نتيجة لتعرضهم لشظايا الانفجار المروع، بينما اختفت سيارة الوزير تماماً فور وقوع الحادث مباشرة. ومن جهته، قال على صابر، مواطن كان يستقل سيارة نقل جماعى تصادف مرورها فى المكان، إنه شاهد انفجاراً كبيراً تصاعدت على أثره أدخنة غطت سماء المنطقة، و«بعدما نزلنا من السيارة وجدنا أشلاء جثث متناثرة فى محيط المكان وعلى قضبان شريط المترو والناس كانوا ملتفين حولها». ولفت محمد فتحى، حارس عقار، إلى أنه شاهد «كونستابل شرطة» كان يستقل دراجة بخارية ويتقدم موكب الوزير والدم ينزف من رأسه بغزارة لدرجة أنه غطى وجهه، وحمله بعض الأهالى إلى جانب الطريق عقب وقوع الحادث، ورأى أحد الضباط المكلفين بحراسة الوزير وكان معتاداً على رؤيته أمام المنزل يومياً وهو ملقى على الأرض والدماء تغطى وجهه أمام العقار حتى وصلت سيارة الإسعاف وحملته إلى مستشفى «التأمين الصحى» بمدينة نصر مع بعض المصابين من المارة. وأوضح مصدر أمنى ل«الوطن» أن «الحادث أحدث إصابات خطيرة ل4 ضباط شرطة و6 من الأفراد المكلفين بحراسة منزل الوزير». أما سمير عارف، 32 سنة، صاحب سنترال بالمنطقة فقال إنه، أثناء وجوده بالسنترال، وتحديداً فى الساعة العاشرة والنصف تقريباً من صباح أمس، سمع صوت انفجار ضخم بالمنطقة ولم يفكر فى أول الأمر أنه قنبلة، حيث إن المنطقة معروف عنها الأمان، خاصة أنها تضم منزل وزير الداخلية، ولكنه خرج فوجد أن الأشياء تتطاير وحاول الاقتراب من منطقة الانفجار، فوجد بعض الضباط يطلقون النيران، فعاد إلى السنترال مسرعاً وأغلق الباب عليه، ثم عندما خرج بعد أن سكتت أصوات الطلقات النارية عرف أن منزل الوزير قد استُهدف من قبل بعض الإرهابيين فى محاولة لاغتياله. وتابع «سمير» أنه شاهد المئات من سكان المنطقة وقد تجمعوا لمشاهدة ما حدث، فيما تناثر المصابون فى كل مكان، لكنه لم يرَ جثثاً بين المصابين. وقال عادل محمود، 48 سنة، حارس عقار بالمنطقة إنه يعمل حارساً للعقار منذ فترة وكان مطمئناً عندما علم بوجود منزل وزير الداخلية بالقرب من المكان الذى يعمل به، لأنه بذلك «سوف يجد الأمان الذى افتقده منذ الثورة»، حسب تعبيره. وأضاف أنه صباح أمس، وكعادته وأثناء قيامه بتجهيز السيارات للسكان حتى يذهبوا إلى أعمالهم، سمع صوت انفجار ضخم، وقال لنفسه فى البداية إنها ربما تكون أسطوانه غاز انفجرت فى عقار ما، ولكنه شاهد العشرات يهرولون إلى مكان الانفجار وعندما اقترب من منزل الوزير وجد واجهة العقار وقد دُمرت تماماً، والناس تجرى من المكان خوفاً على نفسها، وسط حالة من الرعب والارتباك أصابت الجميع، مواطنين ورجال شرطة على السواء، خاصة أنه أول حادث من نوعه يراه الناس من سكان المنطقة فى حياتهم. وقال شاهد عيان آخر، يدعى مينا ناجى، 23 سنة، تصادف مروره فى شارع مصطفى النحاس أثناء الحادث «إن صوت الانفجار كان مدوياً ولم يتوقع أحد أن يكون ناتجاً عن سيارة ملغومة أو عبوة ناسفة، وفى البداية ظن المارة أنه انفجار فى أحد المصانع أو ما شابه ذلك، لكن بعد الانفجار مباشرة وقع إطلاق كثيف للرصاص من قبل رجال الشرطة أدى إلى رعب حقيقى بين المارة وتسبب فى اختبائهم جميعاً خلف السيارات، وعلت أصوات الصراخ حتى هدأ تبادل إطلاق النار.