قال خبراء إعلام إن حوار الرئيس عدلى منصور للتليفزيون المصرى أمس الأول عاد بنا إلى حديث رجل الدولة بعد أن كانت حوارات «مصاطب»، مشيرين إلى هذا الحوار جاء فى توقيت حرج تزايدت فيه الصراعات السياسية وتزايد معها اللغط حول الحاكم الحقيقى لمصر، ولكن جاء حوار «منصور» ليؤكد إلمامه بكافة القضايا والمشكلات التى تهم المصريين فى الوقت الراهن. واعتبر الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد الإعلام الأسبق أن «ظهور منصور عكس صورة الرئيس الذى يدرك أنه حاكم مؤقت، لذا فقد تحدث عن خطوط عريضة أكثر من حديثه عن رؤية مستقبلية وهو ما يعكس احترامه لخارطة الطريق». وعن الفارق بين حوار منصور للتليفزيون المصرى وحوار الرئيس المعزول محمد مرسى، قال عبدالعزيز: «رغم أن المقارنة تفرض نفسها، فإنه لا وجود لها فى حالتنا تلك ويكفى أن الرجل لم يذكر طوال حواره الذى امتد لساعة والنصف أنه رئيس ولم يذكر مصطلحات لا مجال لها من الإعراب يستعصى فهمها، أما فيما يتعلق بالمحاور فقد اتسم بالجمود والتزم بالأسئلة المكتوبة على طول الخط ولم يعِ أن هناك فرقاً بين الالتزام وبين التفاعل لالتقاط خيوط الحديث لفتح قضايا جديدة وهو ما يمنعنى من إعطائه أى تقدير عن حواره». ومن جانبها، قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً: «إن خطاب الرئيس منصور أعطى انطباعاً واضحاً عن مدى استيعابه لجسامة المهمة التى يتولاها وتجلى ذلك فى قوله (شعرت بالرعب الشديد عند إسناد مهام رئيس الجمهورية لى)، فهو إنسان يقدر المسئولية ولديه خريطة واضحة يعمل وفقاً لها». وأضافت عبدالمجيد أن «كون الرئيس قاضياً ورجل قانون يجعله يتحدث بدقة وحسم ووعى بما يحدث فى الشارع المصرى مما يجعله يتعامل بدقة وتعقل القانونى فى اتخاذ القرارات ولديه قدر كبير من المعلومات التى تبدت بشكل كبير فى حديثه، وذلك عكس ما كنا نعانى منه فى خطابات المعزول التى كانت تتميز بالعشوائية ويظهر لنا وكأنه يتحدث حديث مصاطب وشعارات وجمل فخمة فارغة من المعنى لا يوجد لها أساس ملموس. ومن جهته، قال الدكتور سامى الشريف، أستاذ كلية الإعلام جامعة القاهرة: «إن الرئيس ظهر متزناً ودقيقاً فى إجاباته ولم يستخدم الصوت العالى أو ألفاظاً جارحة حتى فى حديثه عن الدول التى اتخذت موقفاً معادياً لمصر الفترة الأخيرة مثل الولاياتالمتحدة وتركيا وقطر، وجاءت إجاباته كلها حاسمة وملمة بالأوضاع وبكل ما يريد الشعب أن يعرفه».