نص فرعونى سحرى مبهم كُتب أمام الإله أنوبيس داخل مقبرة توت عنخ آمون، كان السبب فى الإيمان بوجود ما يُسمى لعنة الفراعنة (بالمناسبة: تم ترجمة هذا النص بشكل خاطئ عن طريق الصحفية الإنجليزية «مارى كوريللى»)، وبعدها مات «اللورد كارنافون» ممول حملة اكتشاف المقبرة، بعد ستة أشهر بلدغة بعوضة بأسوان، ومات بعده تباعاً، بطرق مختلفة، عشرة ممن ساعدوه أو ارتبطوا به، منهم اثنان إخوة غير أشقاء له. والطبيب الذى قام بعمل الأشعة السينية للمومياء.. وكذلك «آرثر كراتندن ميس» عضو فريق التنقيب، الذى مات بتسمم الزرنيخ.. و«ريتشارد بيثل» السكرتير الشخصى لمكتشف المقبرة، ومات مخنوقاً فى سريره.. كل هذا، مع مجهودات السينما، ضخم أسطورة اللعنة. حكايات لعنة الفراعنة (التى لا أؤمن بوجودها)، شيقة للغاية وثرية.. ولكن هناك لعنات أخرى لا تقل تشويقاً، مثل: لعنة بيت «آتريوس»، هى أشهر اللعنات فى الدراما اليونانية، حيث خانت الزوجة زوجها وقتل الابن أمه وحارب الأخ أخاه. وفى الواقع هناك لعنات مماثلة ل«آتريوس»، لعل حالة بيت «كينيدى» الأمريكى هى أبرزها. الاغتيالات كانت أشهر ما حدث لهم؛ بدأ الأمر مع الرئيس الأمريكى الأشهر «جون كينيدى» عام 1963. ثم أخيه الأصغر «روبرت كينيدى» بعد خمسة أعوام، حين كان مرشحاً للرئاسة.. وأسطورة تلك اللعنة بدأت أوائل الأربعينات حين عانت «روزمارى كينيدى» من نوبات كآبة وفصام، فأخضعها «جوزيف كينيدى الأب» لجراحة فى المخ أصابتها بخلل عقلى دائم، فظلت فى المستشفى 65 عاماً حتى توفيت! أما أخوها فقد انفجرت طائرته وقُتل بالحرب العالمية الثانية، وبدأت بعده كوارث الطائرات؛ ففى منتصف الستينات تحطمت طائرة السيناتور «إدوارد تيد كينيدى» ونجا مع إصابات بالغة. أما «جون كينيدى الابن» فلم يحالفه الحظ حين تعطلت طائرة كان يقودها فوق الأطلنطى أواخر التسعينات، فلقى حتفه مع زوجته وأخته غير الشقيقة. حتى أجنة عائلة كينيدى أصابها من الهم قدر؛ ففى أغسطس من عام 1956 وُلدت ل«بوفير كينيدى» طفلة ميتة، ولم يتفقوا على اسم لها، فاكتفوا بكتابة كلمة «ابنة» على قبرها. وفى الشهر نفسه، أغسطس، بعد سبعة أعوام، توفى للأب ذاته ابن آخر بعد يومين من ولادته، ولكن هذه المرة كان اسمه «باتريك». وحوادث السيارات كان لها نصيب أيضاً فى رسم مأساة العائلة؛ «جوزيف كينيدى الابن» أصيب فيها بشدة، و«تيد كينيدى» فقد صديقته ونجا بمعجزة ليعيش ويرى مصير ابنيه: الأول «تيد» الذى أصيب بسرطان العظم فبترت ساقه، والثانى «ديفيد» الذى مات بجرعة مخدر عالية. الموت فى أثناء الترفيه يحدث فى عائلة كينيدى أيضاً؛ منذ سبعة أعوام كانت «كارا تيد كينيدى» قد تعافت من سرطان الرئة حين ماتت بأزمة قلبية مفاجأة إثر ممارستها رياضتها الصباحية العادية. أما «مايكل روبرت كينيدى» فمات أواخر الألفية السابقة وهو يتزحلق على الجليد! آخر عنقود المأساة كانت «مارى»، زوجة «روبرت كينيدى الابن»، التى انتحرت بشنق نفسها بحبل تدلى من مروحة سقف غرفتها. البركة نقيض اللعنة، نتمنى أن تحل البركة على وطننا الغالى.. وقانا الله شر الكوارث واللعنات.