1 - إهانة الرموز الدينية لغير المسلمين يقول ابن تيمية: «إن كل ما عُظم بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر يجب إهانته كالكنائس والصلبان وأعياد غير المسلمين والمعابد والصوامع والأديرة، فالأصل عنده هو وجوب إهانة الكافر ومقدساته إلا فى حالة الخوف والضرر وحالة الاستضعاف وأما فى حالة الاستقواء وجبت إهانتهم وإهانة مقدساتهم «المخالفة لهم لا تكون إلا مع ظهور الدين وعلوه كالجهاد وإلزامهم بالجزية، كلما كان المسلمون فى أول الأمر ضعافاً لم تشرع المخالفة لهم، كلما كمل الدين وظهر وعلا شرع ذلك، ويقول: «إذا كنا فى حالة ضعف، فلا نعتدى عليهم، لأن هذا سيضرنا بل علينا أحياناً أن نحاكى سمتهم وهديهم الظاهر، أما إذا كنا فى حالة قوة، فإنه يجب علينا أن نُهينهم وأن نمتهن أديانهم ومقدساتهم»، راجع بعض فتاوى السلفيين أخيراً فى فرض جزيه عشرين جنيهاً على كل رأس من غير المسلمين. ويرى أن البلد الذى يقيم فيه المسلمون وغير المسلمين وبنى المسلمون مسجداً لا يجوز إقامة كنيسة أو معبد لحديث النبى: «لا تصلح قبلتان بأرض»، ويؤيد الولاة والخلفاء الذين يهدمون الكنائس والمعابد والأديرة لإقامة المساجد، مستشهداً بما فعله عمر بن العزيز وهارون الرشيد، على حد قوله. 2 - إكراه غير المسلم على تغيير دينه يرى ابن تيمية أن الإكراه فى الحق واجب، بمعنى أن إكراه غير المسلم على الإسلام واجب وحق.. «إكراه حق.. «كإكراه المسلم على أداء الصلاة إذا تركها وإكراهه على دفع الزكاة إذا امتنع عن أدائها، أما إكراه الباطل، فهو مُحرم كأن تُكره شخصاً على ترك الإسلام للكفر، وهذا شرحه للآية الكريمة: «لا إكراه فى الدين» وذلك على عكس ما استقر عليه تفسير المفسرين. 3 - إذلال غير المسلم وتخويفه يتفق ابن تيمية مع كثير من أهل السلف على شروط محددة لإقامة غير المسلمين فى بلاد المسلمين وذلك على سبيل المثال، مثل إخفاء شعائرهم الدينية وارتدائهم زياً يختلف عن زى المسلمين، ويروى الشيخ الأصفهانى بإسناده أن عمر بن الخطاب، قال: «لا تكاتبوا أهل الذمة فيجرى بينكم وبينهم المودة ولا تكنوهم وأذلوهم ولا تظلموهم ومروا نساء أهل الذمة ألا يعقدن زناراتهن ويرخين نواصيهن ويرفعن عن سوقهن حتى نعرف زيهن من المسلمات، فإن رغبن عن ذلك فليدخلن إلى الإسلام طوعاً أو كرهاً»، حتى وصل الأمر لإهانتهم حين يمرون بالطريق، ويعلل ابن تيمية ذلك بحديث: «إذا لقيتموهم فى الطريق فاضطروهم إلى أضيقه، فإذا قابلوكم شقوا هذا الجمع ولا تفسحوا لهم الطريق»، ومن السلفيين من يدعون لعدم فتح محلات المسلمين فى أعياد غير المسلمين حتى لا نبيع لهم ما يساعدهم على إغضاب الله سبحانه وتعالى. ويرى ابن تيمية أن إذلال أهل الذمة وتخويفهم هو «من شروط التعايش» من كل ما سبق وما سمعنا فى الفتره السابقة عن فتاوى تخص أهل الكتاب من عدم تهنئتهم بأعيادهم أو استحلال أموالهم أو زجرهم وكرههم وفرض الجزية عليهم وتخويفهم «وهذا أمر مشروع»، فكيف يستطيع غير المسلمين فى ظل هذه الأجواء التصعيدية أن يقاضى مسلماً عن إيذاء أو إكراه أو ازدراء دينه أو كنيسته أو أعياده. وأين حق المواطنة الذى كفله الدستور لغير المسلمين؟ وكيف يكون حراً فى إقامة شعائره وتوقير مقدساته وتقديرها وصونها وحمايتها وإقامة أعياده واحتفالاته فى ظل هذه الماده (219) التى شحنت المسلمين بالكره والغل والحقد على غير المسلمين، وعلى كثير من المسلمين غير فصيلهم. الأسبوع المقبل المادة 219 من الدستور الإخوانى والمرأة.