شغلته التفاصيل البسيطة، الأقرب إلى الحياة اليومية، فأبدع منها فنون بصرية أقرب إلى الخيال، تحسس بريشة فنان قادرعلى مزج الواقع بالخيال عالمه الكاريكاتيري، محي الدين اللباد، الفنان التشكيلي المتخصص في التصميم الجرافيكي، والذي تنوعت أعماله بين الرسوم الكاريكاترية، والتصاميم الجرافيكية، وكتب الأطفال. جاور الفن وأدخله عالمه الطفولي الذي لم يتعرف بعد على أدواته، داعبت موهبته الأعمال الفنية المعقدة حرفيًا على صبي في عمر السابعة، يتصفح مجلة "الهلال"، ويتابع بشغف النسخ المصورة للوحات عالمية، ولد في القاهرة، في 25 مارس 1940، في وسط عائلة تقدس الفن، لتدفع بإبنها في درب الفن والإبداع. وثب اللباد على مسيرة كفاحة منذ دراسته الثانوية، حيث عمل رسامًا كاريكاتيرًا بإحدى الصحف، ثم التحق رساما بمجلة "روز اليوسف" و"صباح الخير" قبل أن ينهي دراسته الجامعية بكلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، وأنهى دراستة كطالب في قسم التصوير الزيتي عام 1962، وبعد تخرجه عمل رساما ومؤلفا لكتب الأطفال في "دار المعارف"، وفي مجلة سندباد التي أصدرتها الدار، وشارك في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة ودور النشر. أدرك ما تحملة النفوس من بقايا أحلام الطفولة البريئة، التي لم تشبع بعد، فعبر عن تلك الأحلام بقلمة وريشته، في مقالاته ورسومة الكاريكاترية الساخرة، فألف عدد من الكتب للأطفال، وعن الأطفال، في كتابه "تي شيرت" الذي يضيف للأطفال الكثير من الوعي بشأن ما يلبسونه ويعبر عن ثقافتهم بشكل أو بآخر، فيتناول قصة القميص منذ البدء، ويذكر ببساطة أصل الحكاية ويعود إلى الزمن الذي لا يوجد به قميص أبيض قطني، وقصة إطلاق اسم تي شيرت على القميص القطني. حصل على جائزة التفاحة الذهبية لبينالي براتسلافا الدولي لرسوم كتب الأطفال، وجائزة الأوكتوجون المركز الدولي لدراسات أدب الطفولة في فرنسا، عن كتابه "كشكول الرسام" الذي طبع منه نسخ باللغة الفرنسية والألمانية والهولندية، ليظل هذا الكتاب مرجع لفناني الكاريكاتير الذين يحاكوا الأطفال ويجسدون لغتهم. وأثارت رسوم اللباد الكاريكاتيرية بجريدة أخبار اليوم ضجة كبيرة بعد أن سخر من الرموز البصرية لمرشحي الانتخابات البرلمانية في الثمانينات، والتي ظهرت لأول مرة تلك الرسوم التي تحمل رمز للمبة الجاز، والكنكة، والشاكوش، واستاء منها المرشحون بصورة كبيرة، فلبتدع منها سخرية لاذعة، تعود روحها مع كل مرة تستخدم فيها تلك الرموز مرة أخرى. وفي مثل هذا اليوم 4 سبتمبر 2010، فارق اللباد الحياة، إثر تعرضة لانتكاسة صحية، هي فقط ما منعته عن مواصلة إبداعاته، ليفارقها ويفارق الحياه معها، لتأتي ذكراه الثالثة محملة بسيرته المعطرة برائحة النجاح.