إسرائيل تستغل دارسي اللغة العبرية في مصر لنشر التطبيع

تبذل دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) كل جهد ممكن لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، وخاصة مصر. وضمن محاولاتها المستميتة لتطبيع العلاقات، استغلت السفارة الإسرائيلية طالب ماجستير، خريج أحد أقسام اللغة العبرية، للترويج لسياسة التطبيع، وفقا لرئيس قسم اللغة العبرية بكلية الألسن بجامعة عين شمس.
ونشرت، أمس، صفحة "إسرائيل في مصر" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تبث محتوى باللغة العربية لجذب جمهور عربي، صورة من اختبار الترجمة في مادة "الأدب والأسطورة" بكلية الألسن جامعة عين شمس قسم اللغة العبرية لطلاب الماجستير، مصحوب بدعوة لخريجي اللغة العبرية في مصر لزيارة إسرائيل ورؤية تقدير الدوائر الإسرائيلية للحركة الأدبية المصرية على أرض الواقع الفعلي.
وذكرت الصفحة الإسرائيلية أسفل صورة الامتحان، والذي تناول ترجمة عبرية لمسرحية "أنا والوحش" للأديب الراحل علي سالم: "عقب تداول منصات التواصل الاجتماعي نسخة امتحان الماجستير لطلبة اللغة العبرية بجامعة عين شمس والذي تناول ترجمة البروفيسور غابي روزنباوم أستاذ الأدب العربي لمسرحية أنا والوحش للأديب الراحل علي سالم، تدعو السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وبكل الحب دارسي وخريجي اللغة العبرية لزيارة إسرائيل ورؤية تقدير الدوائر الإسرائيلية للحركة الأدبية المصرية على أرض الواقع الفعلي، ومرحبا بكل مصري يرغب في زيارة إسرائيل لرؤية واقعها الأكاديمي والعلمي المتقدم في شتى المجالات".
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة منى فؤاد، عميد كلية الألسن جامعة "عين شمس"، إن ما حدث في امتحان مادة "الأدب والأسطورة" لطلاب مرحلة الماجستير قسم اللغات السامية فرع اللغة العبرية، هو عبارة عن جزء دراسي من أجزاء المنهج الدراسي المقرر عليهم بالقسم، موضحة أن النصوص التي جاءت ليترجمها الطلاب هي من ضمن أجزاء الترجمة والمقارنة بين اللغتين العربية والعبرية لطلاب الدراسات العليا.
وأضافت منى فؤاد، ل"الوطن"، أن الجزء الوارد في الامتحان من ترجمة عبرية لمسرحية مصرية للأديب الراحل علي سالم، وذلك لتدريب الطلاب وتثقيفهم دائما على كل ما هو جديد. مؤكدة أن الامتحان لم يخرج عن الإطار المحدد للدراسة.
وأوضحت عميدة كلية الألسن أن هذا وارد في أساليب المقارنة، "كما أننا نعلم نقص المواد العلمية في هذه الأقسام لعدم وجود علاقات، ولذا يستخدم الأساتذة المواد الموجودة والمتاحة لتعليم الطلاب".
وأكدت فؤاد ل"الوطن"، ان هذه القصة موجودة ومترجمة منذ زمن وليست مستحدثة، مشيرة إلى أن الترجمة لا بد منها للطلاب بما أنهم تخصص اللغة العبرية، مستشهدة بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".
ومن جانبه، قال الدكتور منصور عبد الوهاب، رئيس قسم اللغات السامية شعبة اللغة العبرية، إن كلية الألسن جامعة عين شمس تقوم بتدريس جميع المواد الدراسية للعدو الصهيوني والإسرائيلي، من أدب عبري وإسرائيلي.
وأشار الدكتور منصور عبد الوهاب إلى أن مادة "الأدب والأسطورة"، هي مادة تقوم بمعالجة الإنتاج الصهيوني من الأدب مع الإنتاج المصري، وذلك لتزويد الطالب بمعرفة شاملة عن طبيعتهم وخصائصهم من حيث التفكير والقرأة والنظرة للعرب، مؤكدا أنه لا توجد أي علاقات بين الكلية وأعضائها من جهة، وأي كيان أو هيئة تدريس إسرائيلي.
وأضاف رئيس قسم اللغة العربية، ل"الوطن"، أن السفارة الإسرائيلية استغلت أحد الطلاب، توجد بينه وبين الرئيس والمستشار الأكاديمي للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة صلة، وذهب للسفارة الإسرائيلية لقضاء شيء يخصه، وأعطاهم صورة من الامتحان، مما دفع المستشار الأكاديمي للسفارة الإسرائيلية لاستغلال هذا الموضوع ونشره لديهم في التلفزيون الإسرائيلي، مرجعا ذلك للعزلة التامة التي تعيشها الدولة الإسرائيلية وسط العرب مما دفعهم لاستغلال خطأ الطالب.
وأكد منصور، أن الكلية تنظر حاليا في هذا الموضوع والخطأ الذي حدث من الطالب، مضيفا أن الطالب سيحال للتحقيق معه في شأن هذه الواقعة، خاصة وأن الطرف الآخر استغل الموضوع إستغلال شخصي في ترويج الأكاذيب.