التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مع رهبان الأديرة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد، وألقى كلمة أكد خلالها أن الرهبنة تقوم على ترك الكل والاتحاد بالواحد، وأن العمل الرئيسي في حياتنا هو "إنك تعيش شكل من أشكال التجرد" على حد قوله. واستعرض البابا خلالها أساسيات الفكر الرهباني من خلال قصة الميلاد، وبدأها بالتواضع في قوله: إن السيد المسيح اختار أن يدخل إلى العالم من خلال -مذود- بسيط، اختار هذه البداية البسيطة جدًا، ونحن في زمن التكنولوجيا ولكن أساسيات الرهبنة كما هي، وتسائل البابا: "هل حياتك فيها المذود البسيط، فالمذود له قيمة ولكنه بسيط، والشخص يقول لو عندي حاجات كثيرة سوف تتعبني، لكنها ستشغلك وإذا جاءتك أشياء تغلب على نفسك وأهداها للآخرين". وأضاف تواضروس في كلمته أن مجيء الرعاة في بعض الأحيان تبينها بعض الأشياء، ولكن الله ترك دارسي النبوات واختار الرعاة: "هل تختار الرعاة الذين ليس لهم عنوان، وهل تختار الرعاة البسطاء"، متسائلا: هل يعيش في حياتك هذا المشهد، كان هو الاختيار الأول إنكم أنتم الأخوة الذين تسمعون الخبر وتبشرون به "هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ "، اختار المذود البسيط واختار الرعاة كقلوب بسيطة. وأشار إلى مشهد عمق الايمان والتصديق، قائلا: "أمنا العذراء فخر جنسنا ولكن تعال ننظر زكريا و أليصابات ظلوا يصلون من أجل أن يكون لهم ابن، ربنا في الوقت المناسب سوف يعطيهم أعظم مواليد النساء، مشهد الإيمان القلبي ونفس القصة مع سمعان الشيخ ومع حنة النبية، وطاقة الإيمان التي بداخلك هل قلبك مليء بالإيمان. مؤكدًا أن الحياة الرهبانية أرضيتها الإيمان. واختتم كلمته باستحضار مشهد المجوس والملائكة الذين تحركوا من بلاد المشرق، لافتا إلى أن دافعهم هو الاشتياق للسماء، ومشهد الحنين للأبدية، والمجوس جاءوا وقدموا هدايا، والخلاصة الاشتياق مشهد رهباني وهذا اشتياق معجون بالفرح.