ستارة مبهمة، أصوات معدومة فى الخلفية، لا تسمح إلا لصوت البلتاجى فقط بالظهور، هدير فى الخلفية غير مفهوم إن كان مسجلاً أم يرجع إلى أصوات ماكينات فى مصنع ما، طريقة ماهرة، لأشخاص يعرفون ما يصنعون حتى يعجز رجال البحث الجنائى عن التقاط أى أصوات دالة فى الخلفية، أو علامات مميزة تسهل القبض عليه . ما أعاد إلى الأذهان صورة «بن لادن» وزعماء القاعدة، الذين اعتادوا التعامل مع قناة الجزيرة، وأذاعوا العديد من الفيديوهات عبر نفس القناة التى أتاحت لمحمد البلتاجى الظهور وبث تسجيله الذى لم يختلف مضمونه كثيراً عن مضمون تسجيلات تنظيم القاعدة. بن لادن والبلتاجى، كلاهما لم يكن يود العثور عليه أو الوصول إليه، وكلاهما اعتمد على «الجزيرة» فى توصيل صوته للناس، فى طريقة ماهرة تجعل من المستحيل معرفة مكان أو زمان التسجيل، حسب حسام صالح، رئيس جمعية إنترنت مصر، والخبير التكنولوجى، الذى قال: «من الصعب جداً، بل تقريباً من شبه المستحيل معرفة زمان أو مكان هذا التسجيل، أو الاعتماد على الإنترنت فى الوصول إلى مصدره، لأن قناة الجزيرة هى مصدره الذى أذاعه وعرضه على الإنترنت، حتى تاريخ وساعة التسجيل من الصعب معرفتهما، وهذا الأسلوب يتشابه كثيراً مع أسلوب أسامة بن لادن الذى كان يسجل مقاطع فيديو ثم يقوم ببثها بعد عدة أيام كنوع من التمويه». تحصر نادين نعمان، المبرمجة العاملة فى مجال إدارة النظم المسئولية عن نشر الفيديو فى قناة الجزيرة قائلة: «الجزيرة فقط هى من يمكن مساءلته عن مصدر الفيديو، فقد ذهب بطريقة ما إليها، سواء كان ذلك عبر ذاكرة متنقلة، أو سى دى، أو أياً كان الشكل، فهناك العديد من الطرق لإرساله، لو كان القائمون على تسجيل الفيديو هم من نشروه على شبكة الإنترنت لأمكن العثور عليهم بسهولة عبر الآى بى الخاص بهم.