«مصيدة المدرعات والجنود».. هكذا يصف أهالى منطقة «سدوت» بمدينة رفح «منحنى ولى لافى»، أحد أخطر منحنيات الطريق الدولى السريع بشمال سيناء، وقال الأهالى إن الإرهابيين استغلوا المنحنى الذى يتميز بالتفافه الشديد لدرجة أن السائق لا يستطيع أن يرى لأبعد من 100 متر داخله، لزرع العبوات الناسفة لاصطياد مدرعات الجيش، كما استخدمه قاتلو جنود مذبحة رفح الثانية كنقطة آمنة لاصطياد الجنود. «التفاف الطريق لم يكن السبب الوحيد الذى أتاح للإرهابيين التحرك بحرية فى المنحنى»، هذا ما أكده أهالى المنطقة، مشيرين إلى أن وقوع المنحنى على حدود قبيلتى السواركة والرميلات، سهل حرية تحرك الإرهابيين بسبب قلة الرقابة القبلية فى المنطقة. وقال الأهالى إن منحنى «ولى لافى» يعد من المناطق الخطرة على الطريق الدولى السريع لأسباب أخرى منها أن المسافة بين آخر كمين أمنى فى مدينة الشيخ زويد وهو «أبى طويلة»، وأول كمين أمنى فى رفح وهو «الماسورة»، بعيدة جداً وربما تزيد على 7 كيلومترات، وكل هذه المسافة خالية من الأهالى، لذا تشهد أكبر تجمع للتكفيريين والجهاديين بطول الطريق وخصوصاً فى قرى حق الحصان والمقاطعة وجوز أبورعد والوفاق والمطلة والطرق الخلفية الأخرى التى تصب كلها فى الطريق الدولى. وأضاف الأهالى أن المسلحين يستغلون انحناءات الطريق الحادة فى زرع العبوات الناسفة وتنفيذ عمليات الخطف والقتل، على طريقة مافيا الغابات الأمريكية، مشيرين إلى رصدهم 4 محاولات إرهابية لتفجير مدرعات على المنحنى. وبدأت هذه المحاولات فى أواخر مايو الماضى، حيث انفجرت عبوة ناسفة فى شخص من قبيلة السواركة كان ينوى زرعها فى طريق قريب من قرى الرميلات لتفجير مدرعة جيش، قبيل تحرير الجنود المختطفين بليلة واحدة. وفى الهجوم الثانى، أخطأت عبوة ناسفة مدرعة جيش قبل رمضان الماضى، ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والإرهابيين دون وقوع إصابات. وفى 20 رمضان، أصيب جندى وضابط فى اشتباكات مع الإرهابيين بعدما أخطأت عبوة ناسفة أخرى هدفها، ووقعت آخر محاولة تفجير فاشلة نهار الأحد الماضى، حيث انفجرت عبوة ناسفة على المنحنى ذاته قبيل مرور رتل عسكرى بمسافة 50 متراً كما قال شهود عيان. كما استخدم الإرهابيون المنحنى كنقطة آمنة لتنفيذ مذبحة رفح الثانية، بعدما أوقفوا سيارتى الميكروباص التى تقل المجندين ال27 وأجبروهم على النزول، وتقييد أياديهم وإجبارهم على الانبطاح أرضاً قبل فتح النار عليهم. وحول منطقة «ولى لافى»، يقول الحاج سالم رميلات: كنا نستخدم المنحنى لزرع الألغام فيه لاصطياد دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلى قبل أكثر من 40 عاماً، مضيفاً: لكن للأسف اليوم يتم زرع عبوات ناسفة ضد الجيش المصرى، بل وقتل الجنود العزل فيه. وتابع الحاج سالم: على القوات الأمنية أن تفكر جدياً فى عمل نقطة عسكرية فى هذا المكان الخطر.