ردا على ظهور السلفيين اللافت على الساحة السياسية عقب تنحى الرئيس السابق، وحملتهم الشرسة على الطرق الصوفية، والتهديد بهدم أضرحة الأولياء وآل البيت، الذى جرى تنفيذه بالفعل فى عدة قرى من القليوبية إلى سيناء، قرر الصوفيون وللمرة الأولى فى تاريخهم، لعب دور معلن فى المشهد السياسي. كانت البداية تأسيس حزب التحرير المصرى، بمبادرة من الشيخ محمد علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية، ووكيل مؤسسي الحزب. وفي سبتمبر الماضى، وافقت لجنة شؤون الأحزاب برئاسة المستشار محمد ممتاز متولي على تأسيس الحزب، برئاسة إبراهيم زهران، وعضوية عدد من الرموز الصوفية، منها عصام محيي الدين أمين عام الحزب. الحزب المنبثق من عباءة الطريقة العزمية، ضم فى عضويته أقباطاً ونوبيين، للتأكيد على أنه حزب مدنى لا يتخذ صبغة دينية، حرصا على إظهار التميز عن الأحزاب التى خرجت من عباءة الإخوان والسلفيين، ويقول رئيسه إبراهيم زهران: الحزب لا يقوم على أساس دينى، بل يدعو إلى دولة مدنية، لافتاً إلى فخره بترويج الفكر الصوفى عبر الحزب ليعبر عن مصالح فئة كبيرة لا يستهان بها. لكن الحزب لم يقاوم المد الدينى المتزايد على الساحة، وسرعان ما قرر الخروج من سباق الانتخابات البرلمانية، احتجاجاً على الانفلات الأمنى الذى ضرب أنحاء البلاد، بحسب بيان للحزب، رغم منافسته فى دائرتين بمحافظة سوهاج لجماعة الإخوان المسلمين والسلفيين، وفسر الحزب إخفاقه فى البدايات بأنه "نتيجة تعاطف الجهات الرسمية مع الإخوان والسلفيين". وعن برنامج الحزب يقول "زهران": أولويات الحزب استرجاع هُوية الشعب المصرى،ومواجهة الغزو الخارجى القادم من كل الاتجاهات، وتأييد الاقتصاد الحر الموجه، وإقامة مجتمع ديمقراطي. وأضاف: حزبنا يؤكد على أن يضع الدستور الجديد ممثلون حقيقيون عن الشعب، ليحقق رغبات وطموحات كل المصريين، مشدداً على مبادىء الحق والعدل والمساواة والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة والعدالة الإجتماعية، إلى جانب استقلال القضاء والفصل الكامل بين السلطات مع التأكيد على التوزان بينها..مشيرا إلى أن برنامج الحزب يهدف إلى تعميق القيم الإنسانية والحضارية لدى المواطن، على أن يكون هذا الهدف مسؤولية جماعية، تشترك فيها جميع الهيئات والمؤسسات المجتمعية بدءاً من الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، مؤكدا أن كلا منها له دوره فى دعم القيم والأصالة والسلوكيات الاجتماعية والإنسانية. لا يرى الحزب حرجا فى التعاون مع دول العالم، ويوضح "زهران" أن مصر دولة محورية ولها مكانة متميزة بين الأمم، ويجب أن تستغل هذه الأوضاع من أجل تحقيق التعاون الدولى مصالح مصر بدرجة لا تجعلها تابعها للغرب. برنامج الحزب الاقتصادي، طالب بوضع سياسة زراعية مستقبلية لمدة 50 عاما،ً تعتمد على الاكتفاء الذاتى من القمح والسلع الإستراتجي، لضمان استقلال القرار السياسي والكرامة الوطنية. ويطالب برنامج الحزب بإعادة التوزان بين هيكل الدخول والأسعار الإنتاجية، وإقرار الحد الأدنى للأجور بما يتفق مع المعايير الدولية، ويتناسب مع المتوسط العام للدخول، وبما لا يحول دون خلق فرص عمل جديدة. وتعتزم قيادات صوفية تأسيس أحزاب أخرى،أسوة ب"التحرير المصرى" منها "صوت الحرية" الذى دعا إليه طارق الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، الذى خاض الانتخابات البرلمانية عن حزب المصريين الأحرار فى دائرة إمبابة، ثم انسحب لصالح الدكتور عمرو الشوبكى الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، دعماً منه لمرشحى التيار الليبرالي، فى مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين، كما يعتزم نضال المغازى، شيخ الطريقة المغازية، تأسيس حزب شباب طيبة، إلى جانب "النصر" ذى المرجعية الصوفية، برئاسة محمد زايد، المنتسب إلى الطريقة الجعفرية بأسوان، والذى يضم أطيافاً من الطرق الصوفية أهمها الشاذلية والجعفرية.