بمجرد سقوط النظام السابق بثورة الشعب في 25 يناير أعلن كثير من أصحاب التيارات والرؤي عن رغبتهم في تشكيل أحزاب سياسية للتعبير عن رأيهم وتوجهاتهم.. ومن بين هؤلاء كان بعض رموز الصوفية وعلي رأسهم السيد علاء أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية الذي عقد عدة لقاءات لهذا الأمر. نفس الطريق سلكه السيد طارق يس الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية الذي استطاع الحصول علي أكثر من ألف توكيل من ابناء محافظة واحدة نظراً لكثرة اتباع الطريقة الرفاعية والذين يصل عددهم حوالي 6 ملايين.. لكن يقف التمويل المادي عائقاً أمام هذا الحزب. كما شرع السيد نضال المغازي شيخ الطريقة المغازية في تأسيس حزب "شباب طيبة".. وقد تباينت ردود الأفعال حول تسييس التصوف أو "تصويف" السياسة.. وما بين الرفض والتأييد والتحفظ كان هذا التحقيق لتوضيح الأمور: في البداية أعلن المهندس إبراهيم زهران رئيس حزب "التحرير المصري" تحت التأسيس أنه سيقوم بحملة مكثفة الأسبوع القادم خارج القاهرة لوضع الترتيبات النهائية لإتمام 5 آلاف توكيل وستبدأ الحملة بمحافظات شمال سيناء ومرسي مطروح وكفر الشيخ والبحيرة والاسكندرية وبني سويف هذا فضلاً عن وجود خطة للانطلاق في الصعيد تبدأ بأسوان وقنا وسوهاج حتي مرسي علم حيث مسجد أبي الحسن الشاذلي. دولة مدنية أوضح زهران ان الحزب يسعي لترسيخ قيم التسامح بين كل طوائف المجتمع واصحاب الأديان السماوية بهدف إقامة دولة مدنية ديمقراطية تقوم علي اساس مبدأ تداول السلطة والأسس الديمقراطية في كل مناصب الدولة. وأدوات الحزب تتركز في السعي لتنفيذ 24 برنامجاً علي رأسها اصلاح التعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتطبيق المواطنة.. وبجانب هذا فهناك ثلاثة ملفات ساخنة ولدينا رؤية لحلها.. أولها مياه النيل: فلابد ان تكون لنا علاقات قوية بأريتريا وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لاستخدام السلاح الناعم في مواجهة من يهددنا بقطع المياه.. ثانيها: استعادة الطاقة التي ضيعها سامح فهمي لعدونا.. ثالثها: استعادة ارضنا المنهوبة لرجال الأعمال وكبار دولة النظام السابق.. رابعها: البطالة التي يعاني منها 7 8 ملايين فاستعادة القيمة الحقيقية لتلك الأراضي تخلق لدينا أكثر من 8 ملايين فرصة عمل ولن نحتاج للاقتراض أو السلف من الخارج. أما عن التخوف من الاستقطاب فأكد زهران أنه بالفعل جرت محاولات في هذا الاطار وقال بحزم: لقد رفضنا الاندماج مع أي شخص أو جهة لأننا لدينا شخصية مستقلة ونحافظ عليها بكل ما أوتينا. وعن المشاركة في ترشيحات الرئاسة من جانب حزب "التحرير المصري" أكد زهران ان الكلام عن هذا الأمر سابق لأوانه ولكنه لم ينف امكانية حدوثه خاصة وان المرشحين حتي الآن لا يحظون بالاجماع. القيم الإنسانية لكن السيد عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية نفي ان يكون هذا الحزب ممثلاً للصوفية أو ناطقاً بلسانهم مؤكداً ان الصوفية كمنهج دعوي ديني يشمل كافة مناحي الحياة الإنسانية ولا ينبغي حصره أو تقزيمه في مجرد حزب أو غيره. لكنه استدرك قائلاً: ومع هذا فنحن نشجع ونرحب بأي حزب أو تشكيل يحث علي العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة والقيم الإنسانية النبيلة التي أمرنا بها ديننا الحنيف.. حتي وان كان هذا الحزب مسيحياً فليس لدينا مشكلة كصوفية ان نقف مع اصحاب القيم والمباديء أياً كانت عقيدتهم. واجهة سياسية ويري الشيخ عبدالحليم العزمي مدير تحرير مجلة "الإسلام وطن" الناطقة بلسان مشيخة العزمية ان الحزب هذا واجهة سياسية ولا يمثل الصوفية لأن الاحزاب قد تكون بها أخطاء في عملها وهي تسعي للوصول إلي السلطة والحكم لكن أي دعوة دينية تهدف إلي اصلاح المجتمع وتخريج اجيال صالحة تعود بالخير علي الأمة كالطبيب والمهندس وغيرهما ويمكن للدعوي ان يقوم بدور تربية الحاكم لكن لا أن يكون هو حاكم وقدوتنا في ذلك هو سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي عرضوا عليه حين البعثة الرئاسة والحكم والمال والسؤدد فرفض كل ذلك قائلاً: "إنما بعثت معلماً". أضاف: وإذا كان هناك من يرتدي عباءة الدين ليصل بها إلي كرسي الحكم فإن مبدأنا والذي قاله الامام المجدد محمد ماضي أبوالعزائم: نحن لا نطلب كرسي الحكم بل نطلب احكم الحاكمين ولو كان كرسي الحكم يزن عند الله جناح بعوضة لأجلس عليه الحسن بدلاً من يزيد. استطرد العزمي قائلاً: وإذا كان العمل السياسي في المرحلة الحالية هو مطلب ملح فأننا نتخوف من وصول الاخوان والسلفية إلي الحكم وبالتالي يسعون لمحاربة الطرق الصوفية فإننا لا نمانع في تشكيل حزب سياسي صوفي يدافع عن حقوقنا أما استقطابنا لصالح تيار أو حزب معين فهذا مستبعد تماماً لأننا لسنا أصحاب تنظيم سياسي ولذلك تجد الصوفية يعطون أصواتهم لأكثر من حزب تبعاً لقناعة الصوفي ببرنامج حزب معين.