الأنثى تخشى سن الثلاثين حتى تصل إليها، فيتحول خوفها إلى سن الأربعين، فلقد توارثنا مفهوم أن سن العشرينات هى زهرة الشباب، وكأن المرأة فى سن الثلاثينات ستتحول إلى شىء آخر وستختفى زهرة الشباب، ولكن سن الأربعين هى حقاً الخوف الأكبر، لأن معالم كبر السن تبدأ فعلاً فى الظهور بشكل واضح فى هذه السن، كأنها ترى ذبول زهرة الشباب أمام عينيها يوماً بعد يوم. لكن الأنثى تحاول الهرب من هذا الخوف بإخفاء سنها، فتسعد عندما يظن أحد أنها أصغر من سنها الحقيقية، وصدقونى أنا مررت بهذا الشعور، فبعد التخرج شعرت بأنى كبرت فجأة، وعندما كنت أذهب مع أختى الصغرى إلى الجامعة كان يظن من يرانى أنى طالبة فى سنواتها الأولى فى الكلية، ولا أخفيكم سراً، لقد سعدت فى وقتها وتمنيت أن يستمر هذا الشعور، ورغم أنى أمزح كلما أخطأ أحد فى عمرى، فإنى أسعد فى داخلى. وكل ما أخشاه هو أن يأتى اليوم الذى قد أبدو فيه أكبر من سنى، فأنا واثقة بأنى فى هذه الحالة سأغضب غضباً عارماً، ولكنى سأحاول أن أخفيه بالمزاح. فما أغرب الأنثى، فهى فى طفولتها تتمنى أن تبكر، وعندما تكبر تتمنى لو تصغر سنها أو تعود طفلة من جديد.