علي الرغم من صغر المساحة وقلة السطور التي وردت تحت عنوان ردود خاصة فقد هالني وأفزعني ما استشفته نفسي من ردكم الكريم علي الفتاة التي تأخرت في الزواج وكم قدرت أن يكون الرد في هذا الإطار. حيث يخيل إلي من خلال تحليلي المتواضع لما بين السطور القليلة التي أوجزت فأفصحت أن هذه الفتاة اليائسة يبدو كأنها كادت تزل قدماها في دروب السقوط والانحراف. وجدتني أربط بينها وبين رسالة الأفكار القاتلة للفتاة ذات ال72 عاما والتي تبوح بما يجول في خاطرها من أفكار ولكني سرعان ما سررت كثيرا برسالتها الثانية, والتي تقول فيها إنها قد تغيرت نفسيتها كثيرا إلي الأفضل علي اثر ردكم الحكيم وما جاء من ردود القراء عليها في الموقع الالكتروني. ما دفعني للكتابة هو خوفي وحزني في الوقت نفسه علي صاحبة الرسالة الخفية وأخشي ما أخشاه ان يكون مثلها كثيرات, لذلك إذا كان بإمكاني أن اشترك في الرد عليها لألقي باللائمة علي وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها لأوجه لها عتابا علي الملأ وأقول لها وأقر لها حقيقة أن الضغوط النفسية للفتاة التي تأخر زواجها أو المرأة المطلقة أو الأرملة هي ناجمة عن ثقافة الهمز واللمز ومراقبة الآخرين والتهكم ورمي الناس بالباطل. وللأسف الشديد الخطاب في وسائل الإعلام مفاده أن هؤلاء يعشن في حرمان عاطفي ولديهن ضغوط نفسية وعصبية من هذا الحرمان فهذا يساعد علي زيادة حدة المشكلة ويرسخ صورة ذهنية مفادها أن هؤلاء يمثلن قنبلة موقوتة تهدد أي بيت وأي أسرة مستقرة فتخشي هذه علي زوجها وتلك علي أطفالها من المرأة غير المتزوجة. ليت الأمر يتوقف هنا فحسب, بل إن الفتاة أو المرأة نفسها تظن ذلك في نفسها وبالباطن انها في حرمان ما بعده حرمان, تفقد ثقتها بنفسها وبقدراتها وبمركباتها الإبداعية التي حباها الخالق العظيم بها لتتوقف حدودها عند قضية واحدة وهي أنها أنثي!. أهيب بالقائمين علي وسائل الإعلام, خاصة البرامج الاجتماعية التي تتناول قضايا المرأة وأقول لهم: أرجو إعادة النظر فيما يقال وإن كانت هناك فئة من النساء تسيطر عليهن المادية المفرطة ويفتقدن إلي الروحانية والتمسك بالدين ويسهل اغواؤهن فيجب ألا نضع الجميع في سلة واحدة ويكون الكلام عاما. أمينة رزق وأوبرا وينفري وغيرهما كثيرات ممن أبدعن في حياتهن في كل المجالات ولم يتزوجن, هل هناك إبداع مع الإحساس بالحرمان! أرجو الإجابة. أدمي قلبي في يوم من الأيام أن حضرت حفل زفاف لإحدي الفتيات التي ارتأت خطأ بأنها قد كبرت ولابد لها من الزواج فحسب لأجد مشهدا كاد يصيبني في مقتل, مشاعر تقارب تلك المشاعر التي تجتاح الفرد عندما يذهب لتأدية واجب عزاء لا تهنئة زفاف. رأيت عروسا بائسة.. رأيت مظاهر فرح أقرب منها للعزاء.. ألمتني رؤيتها وتمنيت لو لم أحضر هذا الزفاف المأساوي.. ولكن ربما هي حكمة الخالق لكي أهيب بكل فتاة قاربت علي الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين لا يهم, أقول لها ألزمي مكانك ولا ترتضي لنفسك أبدا أن تكوني عروسا بائسة مع شخص تزوجته لمجرد انها جوازة والسلام. لا تقنطي من رحمة ربك ابدا, فأقسم لك وعن تجربة بل هي تجارب أن الدعاء والابتهال إلي الخالق العظيم من يقول للشيء كن فيكون سيجعلك ترين العجائب وسيجعل من المستحيل ممكنا, فقط آمني بربك حق الإيمان وادعيه ولا تقولي دعوت فلم يستجب لي.. انتظار الفرج عبادة ولا تظني في ربك إلا أحسن الظن وفي الحديث القدسي: أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. سيدتي.. شكرا علي نصائحك القيمة المحترمة, واطمئنك بأن صاحبة الرد الخاص, ولأنها من أصل طيب, استجابت علي الفور لما اقترحته عليها, والآن تسعي للانخراط في أعمال طيبة تسعد بها غيرها وتسعد هي بخلقها ورضا الله عنها.