علق حزب الوفد، برئاسة الدكتور السيد البدوي، مناقشة إجراء مصالحة مع عدد من أعضاء الحزب المفصولين، وفي مقدمتهم فؤاد بدراوي، السكرتير العام السابق للحزب، بعد أن تقدم أحمد عودة، عضو الهيئة العليا للحزب، بطلب لعودتهم مرة أخرى للوفد، وسط اعتراض أعضاء بالهيئة العليا، قبل انتخابات رئاسة الحزب المقررة في يونيو المقبل. وقال عودة، إنه آثر تأجيل مناقشة الموضوع مرة أخرى لحين انعقاد الهيئة العليا المقبلة، مطلع ديسمبر المقبل، في ظل اعتراض أعضاء بالهيئة العليا ومطالبتهم بإرجاء مناقشة عودة بدراوي، و6 مفصولين لحين الانتهاء من انتخابات رئاسة الوفد، موضحا أن الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب، كان قد انضم لطلبه، مناشدا أعضاء الهيئة العليا عودتهم مرة أخرى، وحين اعترض عدد من الأعضاء طالب البدوي بمناقشة عودة بدراوي بشكل مبدئي، إلا أن الأعضاء عاودوا معارضة الطلب، رافضين الاستثناء. وأضاف عودة ل"الوطن"، أنه شعر بوجود أغلبية ضد عودة بدراوي والمفصولين، حين طرح الأمر للتصويت، وفضل إرجاء التصويت على الطرح لاجتماع الهيئة العليا المقبل، لحين حضور عدد من قيادات الهيئة العليا، في مقدمتهم المستشار مصطفى الطويل، وأحمد عز العرب، لافتا إلى أن بعض من رفضوا عودة بدراوي والمفصولين يطمحون في تولي مناصب قيادية عقب انتخابات رئاسة الحزب، ويخشون منازعة الأعضاء العائدين لهم فيها. وقال المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، عضو الهيئة العليا، ل"الوطن"، إنه مع عودة المفصولين للحزب، وفي مقدمتهم بدراوي، دون استثناء، مشيرا إلى أن بعض أعضاء الهيئة العليا يعارضون عودتهم قبل انتخابات رئاسة الحزب. في المقابل، استنكر عدد من الأعضاء المفصولين، في مقدمتهم بدراوي، رفض أعضاء بالهيئة العليا عودتهم قبل انتخابات رئاسة الحزب، وقال السكرتير العام السابق للوفد، إنه لا يعتبر نفسه خارج الحزب، فالوفد يعد بيته وعمره ومسيرة طويلة في حياته السياسية، وليس مجرد كارنيه، حسب وصفه. وأضاف، ل"الوطن"، أنه لا يتأثر بالمماطلة في اتخاذ قرار بعودته للحزب من عدمها، موضحا أن هناك رفضا لمناقشة الأمر قبل انتخابات رئاسة الحزب في يونيو المقبل، قائلا: "إذا كان الأمر يتعلق بالخوف من ترشحي لرئاسة حزب الوفد، فقد سبق أن أعلنت أنني لن أترشح"، مشيرا إلى أن هذا الرفض يأتي من المرشحين على رئاسة الحزب. وتابع بدراوي: "إن الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، ليس لديه مشكلة في عودته، ومتضامن معه، وناشد أعضاء الهيئة العليا الاستجابة للطلب". وقال المهندس مصطفى رسلان، عضو الهيئة العليا السابق، أحد المفصولين، إن هذه ليست المرة الأولى التى يطرح فيها أمر العودة للحزب، إلا أن هناك تكتلات داخل الهيئة العليا تريد عودة أشخاص دون غيرهم، وهذا ما يقابل باعتراض الأعضاء المفصولين، فإما يعود الجميع أو لا يعودوا. وأضاف، ل"الوطن"، أن نفس الأسباب التي دعتهم للاعتراض، وأدت للفصل، هو ما تناقشه الهيئة العليا للحزب حاليا، وهي كيفية تدبير موارد مالية للحزب، فلو تم الاستماع لحديثهم، والبحث عن سبل لتوفير موارد مالية للحزب، والتشاور حول إدارة أموال الحزب بشكل جيد، ما واجه الحزب ما يواجهه اليوم. وتابع "رسلان: "هناك مجموعات في الحزب ترفض عودة أعضاء الهيئة العليا المفصولين، لما تراه من احتمالية منازعة العائدين لهم على المناصب، مشيرا إلى أن المفصولين لو كانوا موجودين في الحزب حاليا لامتلك الحزب مكانة وشخصية أفضل، والوفد هو الحزب الوحيد، حسب وصفه، الذي يعمل داخل البرلمان، وهناك شخصيات انضموا له مؤخرا يقومون بمجهود كبير، في مقدمتهم النائبان محمد فؤاد، وأحمد السجيني". وقال شريف طاهر، عضو الهيئة العليا السابق، أحد المفصولين، إن وجودهم خارج الحزب مؤقت وسينتهى قريبا، فالوفد ليس مكانا يقصى منه أحد، والوفدية لا تنتزع، موضحا أن عودتهم ل"الوفد" ستكون جماعية، ولن يعود أحد بمفرده.